Home/

انطون سعاده 1942 في مغتربه القسري

انطون سعاده 1942 في مغتربه القسري

$14.50

كتاب انطون سعاده 1943 – 1942 في مغتربه القسري – الأثار الكاملة – الجزء الحادي عشر

Description

كتاب انطون سعاده 1943 – 1942 في مغتربه القسري – الأثار الكاملة – الجزء الحادي عشر
Softcover book, 24×17 cm, 164 pages

في شهر مايو من هذه السنة وقعت في يدي نسخة من العدد الثاني، السنة الاولى، من مجلة ( العصبة ) التي كانت تصدر في سان باولو البرازيل، وهو العدد المخصص لشهر فبراير سنة 1935 كانت نسخة وسخة الغلاف وقد انتزعت منها صفحات عديدة والصفحات الباقية مخلخلة ومهددة بالعطب. مع ذلك رأيت ان انظر في هذه الصفحات واقف على ما فيها فوجدت نص مراسلة ادبية بين ثلاثة ادباء سوريين هم امين الريحاني ويوسف نعمان معلوف وشفيق معلوف والمراسلة المذكورة عبارة عن ثلاثة كتب مشتملة على آراء ونظريات في الشعر والشاعر. والشعر والشاعر يدخلان في موضوع الادب الذي كان قد استلفت نظري ما يجري فيه من تخبط وتخليط فيه.

قرأت الكتب الثلاثة المشار اليها وقرأت التعليق الاخير الذي الحقه بها شفيق معلوف حين دفعها للنشر في المجلة المذكورة فشعرت بالنقص الفكري الكبير الذي مثلته الكتب في هذا الموضوع وبالحاجة الى درس يتناول موضوع الادب في اساسه ويجلو الغوامض الكثيرة التي اشوت فيها سهام الرماة واضاعت مجهودات الكتاب: على اني لم اجد منفسحا من الوقت للقيام بهذا الدرس على الوجه الذي اريده. فحاجات صحيفة « الزوبعة » التي كان لا بد من قيامي على ادارتها وكتابة اهم مواضيعها وابحاثها السياسية والاجتماعية والفلسفية ، مضافة الى حاجات ادارة فروع الحزب السوري القومي الاجتماعي عبر الحدود ومعالجة المسائل والقضايا الكثيرة التي تعرض لها الى حاجات الاذاعة القومية الاجتماعية في اوساط السوريين عبر الحدود، فضلا عن الاهتمام بتتبع السياسة الانترنسيونية وعلاقتها بالامة السورية ونهضتها القومية الاجتماعية، كانت اكثر مما يمكنني وحدي سد ثغراته فكيف اعمد الى توسيع دائرة الاعمال وزيادة القضايا التي تشغل فكري من غير الحاق عجز كبير بشؤون كثيرة.

بعد استعراض مستعجل لهذه الحالة قررت ارجاء الموضوع الادبي الى وقت مؤات. ومضت بضعة أشهر انجزت فيها بعض المطاليب الهامة . ولكن المسائل المتعلقة بطبيعة عملي لم تنقص، بل زادت وفي هذه الاثناء كان موضوع الادب يلوح امام ناظري ويطل من وراء المشاكل الادارية والنفسية والسياسية التي تعرض امامي. ولم اكن اجهل علاقة الادب بهذه المشاكل وامكانيات تذليلها بانشاء ادب ،جديد حي. وكم كنت اتألم من تفاهة الادب السائد في سورية وأشعر ان فوضى الادب وبلبلة الادباء تحملان نصيبا غير قليل من مسؤولية التزعزع النفسي والاضطراب الفكري والتفسخ الروحي المنتشرة في امتي. وكان هذا التألم يحفزني لانتهاز كل فرصة عارضة للفت نظر الادباء الذين يحدث بيني وبينهم اتصال الى فقر الادب السوري وشقاء حاله وفداحة ضرره ولتوجيههم نحو مطالب الحياة وقضاياها الكبرى وخطط النفس السورية في سياق التاريخ. ومن الذين اتصلوا بي في سان باولو، البرازيل، وافضيت اليهم برأيي ثلاثة من افراد “العصبة الاندلسية”، بينهم مدير مجلة “العصبة” التي نشرت المراسلة الادبية المذكورة آنفا . كان ذلك في احد ايام يناير 1939 ، على الارجح بمناسبة قيام الادباء الثلاثة المذكورين بزيارة رسمية لي. فقد سألت اولئك الادباء عن السبب الموجب لنشوء “العصبة الاندلسية” ، وهل لها غرض او مذهب ادبي يجمع بين افرادها ويوحد اتجاههم. فاجاب مدير المجلة “العصبة” جوابا استوثقت منه انه لا يوجد شيء واضح من هذا القبيل فأبديت للزائرين رأيي في الامر وقد اشتمل على نظريات توجيهية جعلت احدهم يقول، فيما بعد ، “ان الزعيم محدث ممتاز” فتأسفت كثيرا لان ذاك الاديب قصر همه على مزايا المحدث دون افكاره وآرائه. والعهدة على الناقل . ومثل هذه السابقة جعلتني ازداد شعورا بالحاجة الماسة الى بحث في الادب ومهمته وفي الادب الذي تحتاج اليه سورية وخصائصه .

بين الحاج هذه الحاجة والحاح المسائل الاخرى التي لا تفتأ تزدحم في مكتبي رأيت ان استننح أول فرصة للتوفيق بين الجاذبين. فلما فرغت من اهم المسائل المستعجلة قررت الكتابة في هذا الموضوع بالاستناد إلى ما ورد في مراسلة الادباء الثلاثة المنشورة في مجلة “العصبة”. وكانت الطريقة العملية الوحيدة الممكنة، للتوفيق بين مختلف الحاجات، ان اكتب لكل عدد من “الزوبعة” قسما من البحث وهذه الطريقة الاضطرارية اوجبت قطع التفكير في الموضوع عند نهاية ما يفي بحاجة عدد الجريدة والانتقال الى معالجة الشؤون الاخرى المتنوعة، حتى اذا حان موعد صدور العدد التالي عدت الى الموضوع والفترة بين الانقطاع والعودة نحو خمسة عشر يوما تنازعت فيها الفكر شواغل ومهام عديدة. فكان كل قسم جديد يكلفني جهدا كبيرا في الوصل بين اسبابه واسباب القسم السابق له . وكان من وراء ذلك فوات تفاصيل كثيرة هامة .

وكنت اريد ان احدد الموضوع بما جاء في المراسلة الادبية المشار اليها . وهو مقتصر على ناحية الشعر . ولكني اضطررت الى تعديل هذه العزيمة بسبب اطلاعي، بعد كتابة المقال الاول، الذي نشر في العدد 50 من الزوبعة الصادر في 15 اغسطس الماضي، على آراء رهط من كبار ادباء سورية ومصر منشورة في بعض اعداد “الهلال” التي وردتني هدية من احد الرفقاء القوميين الاجتماعيين . ؛ فعرضت للادب عامة، فضلا عن الشعر ، وكان ذلك دائما ضمن حدود التوفيق المذكور التي اوجبت الاقتصار على الاساسي الضروري والاستغناء عن الاسهاب والتفاصيل الواسعة المجال التي رأيت تركها لاستنتاج المفكرين والادباء .

اتممت هذا البحث في ثمانية اقسام تشبه المقالات التي نشرت متلاحقة في ثمانية اعداد من الزوبعة ابتداء من العدد الصادر في 15 اغسطس وانتهاء في العدد الصادر في 1 ديسمبر 1942 . وفي اثناء نشر الاقسام المذكورة وردتني رسائل من ادباء ومن بعض محبي الادب يبدي فيها اصحابها اهتمامهم للبحث ورغبتهم في اقتنائه . وبعض هذه الرسائل حمل اقتراح طبعه مجموعا في كتاب على حدة، تعميما للنظريات الواردة فيه. فوافق ذلك رغبتي واغتنمت اول فرصة لاصدار هذا الكتاب.

وقد عنيت بمراجعة البحث وتنقيحه وتصحيحه من الاغلاط التي وقعت عند نشره في الزوبعة ، واضفت اليه ملاحظات جديدة قليلة لم ترد في الزوبعة ». وفي هذه الناحية صعوبات اخرى ناتجة عن نظام المطابع السورية في بوانس ايرس وكيفية عملها .

بوانس ايرس، في 15 ديسمبر 1942

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.

Additional information

Weight 0.9 kg
Dimensions 1 × 1 × 1 cm