Home/

باقات من حدائق مي

باقات من حدائق مي

$33.00

باقات من حدائق مي – فاروق سعد – منشورات زهير بعلبكي بيروت

Description

باقات من حدائق مي – فاروق سعد – منشورات زهير بعلبكي بيروت
Bouquets from May’s Garden – Bouquets du Jardin de May – Farouk Saad – Publisher Zouhair Baalbaki – Beirut
Hardcover book, 25×17.5 cm, 776 pages, used book but still in good condition

ألا تصغي الى همس خفي وراء الاسم؟

شجية ، كنار ، عائدة، إيزيس كوبيا ، السندبادة البحرية الأولى، مداموزيل صهباء ، خالد رأفت ، الآنسة مي. . جميعها أسماء لمسمّاة واحدة هي ماري زيادة !.

«ألا تصغي إلى همس خفي وراء الإسم والكنية عند سماعهما للمرة الأولى كأن لهما ذاتاً خفية وراء المعنى الظاهر» و «أي شيء في الإسم ؟ تناجي جولييت حبيبها روميو في الفصل الثاني من مسرحية شكسبير «إن ما نسميه وردة سينشر عرفه ذكياً لو تسمى باسم آخر» .

ولو لم تتسم ماري زيادة بتلك الأسماء ، أم بواحد منها ، لما حال ذلك دون كونها تلك الآنسة التي عظمت مكانتها في الأفئدة واستفاض ذكرها على الألسنة ، لما وهبته من شاعرية فذة ، وذكاء نادر وفصاحة فريدة ، ولما بلغته من غاية الفكر والفن والأدب ، ولما أبدعته من تراث أمد الفكر الإنساني عامة والفكر العربي خاصة بعطاء رائع خالد.

وإذا كانت ماري زيادة قد آثرت إسم مي فلا يعني انها لم تشغف بكل اسم من أسمائها الأخر . أليست هي المتسائلة « ولماذا هذا الشغف ! لكأنها متينة الشعور بين المسمى واسمه . أو كأنها تذكر قولاً مأثوراً عند بعض المشارقة ، وهو أن الإسم ينزل على صاحبه من السماء ، أو كأنها تتشبه بذلك الفيلسوف الهندي ، يقضي الليل الطويل مكرراً لنفسه اسمه حتى تنكشف له حجب الغيب فتستيقظ ذاته البصيرة العليمة رائية ما يجري على بعد مسافات ، سامعة ما يقال في البعد السحيق». ثم «راجع ما شئت من الأسماء التي تعرف أصحابها  معرفة شخصية أو معنوية ، تر استحالة تبديل اسم بسواه . كأنما تلك اللفظة التي يعرف بها المرء عن طريق الإنتحال أو بالمناداة منذ الولادة أصبحت جزءاً أساسياً من ذاتيته ، أو صارت على الأقل من أول الدلائل عليها . وفوق ذلك فإن معنى الإسم الواحد يتغير بإطلاقه على أشخاص مختلفين . هذا شيء يعجز الوصف إلا أننا نشعر به بجلاء . ترى الآن شخصية الفرد تتفاعل وشخصية الإسم بامتزاجها بها»

في اسم «شجمة » غموض المجهول وكآبة الوحدة .. اسم يوحي بصورة باهتة الألوان تحفظ ماضياً عابراً لكينونة فتاة » منهوكة القوى . لا شيء يغريها .. أسندت رأسها إلى خشب البيانو مغمضة عينيها ودموعها تسيل على خديها ، شاعرة بأنها وحيدة كئيبة مريضة تود أن تنام ، تنام لا يرعجها شيء أو أحد ، إلا القطة الجميلة التي اعتادت مداعبتها في البيت ، لو كانت هنــا ! وهل تصطحب القطة البنات لتتعلم مثلهن في المدارس. .» .

وكانت عائدة « وحيدة الروح ، وكثيراً ما كانت تنزح عن ميدان اللعب إلى الحجر المنفرد في أطراف الساحة فتجلس هناك ناظرة إلى البحر البعيد ، إلى زرقته الفيحاء واستدارة الأفق المخيم عليها ، متمتعة بجمال الطبيعة ومتهيبة روعتها جميعاً … » «وأخذت عائدة تكتب ..» و تكتب.

ولكن عائدة كانت ذات طبيعة غنية خصبة ، تحب الجري واللعب والضحك.. وأي فتاة لا تحب ذلك .. وتبتكر للهو أساليب طريفة ترفعها في تقدير رفيقاتها، وإنها شقاوة الفتوة تلك التي حملتها يوماً على انتحال اسم « كنار » للمعابئة بقريبها نعوم في رسائل كانت ترسلها له سنة ۱۹۰۳ من مدرسة عينطورة .

وقد يكون نعوم قد قنع بجمال الإسم وايقاعه ووقعه فلم يكلف نفسه مؤونة التحري عن صاحبته » .. إلا أن الشاعر العربي القائل « الأذن تعشق قبل العين أحياناً » قد عبر عن جانب حقيقة روحانية وقعت له في لحظة إلهام وإشراق . » وقد يكون ذلك القريب العزيز قد فطن إلى حقيقة المرسلة المقنعة فأعجبته طرافة المعابئة والإسم المبتكر وخشي إن كشف القناع ان تتوقف صاحبته عن متابعة دورها .. ولكن بعد أربعين سنة تقريباً تبين أن لا المرسل ولا كاتبه كانا على علم بحقيقة كنار … ذلك «ان يوسف الحويك عندما عما إذا كانت تعرفه من قبل أخذت تضحك وتقول أنتم الرجال بهاليل.. فنظر إليها الحويك وهي تتم كلامها : – ألم تكن في مدرسة عينطوره عام ۱۹۰۳ – بلى – وكان لك رفيق هو ابن عمي نعوم زيادة – نعم ، هو بذاته – أما كانت هنالك مراسلات حبية بين نعوم وكنار التلميذة في مدرسة الراهبات المشارفة على مدرستكم ؟ .. بقي الحويك في مكانه مشدوها وهو يستمع لكلام مي : – كنت أعلم أنك أنت الذي كان يكتب الرسائل الحبية لقريبي نعوم ألا تذكر ؟ – نعم أنا بذاتي الذي كان يكتب هذه الرسائل . فأجابته لماذا إذن لم يخطر لك أن تحقق عمن تكون التي أجابت على رسائلك؟ هل ظننت أن كنار على درجة من البلاغة والنباهة ؟ كان ينبغي أن تتساءل وتستنتج كما استنتجت أنا ، بأنني أنا التي كانت تجيب بإنشائها على تلك الرسائل »

وفي «الصحائف» نقرأ لمي «السندباد البحري الثاني ليس إلا أنا الموقعة اسمي أدناه .. وأنا الموقعة اسمي أدناه سندبادة في الواقع لا سندباد كما يزعم العنوان . فلك الحرية أن تطلق علي الإسم الذي تختار : السندباد البحري الثاني أو السندبادة البحرية الأولى وكلاهما عندي مقبول و منطبق على حالتي الحاضرة انطباقاً نسبياً . كما يقول الذين يكتبون الكتب والذين يحررون الصحف ولا يروعنك عنواني أو يعز فيك فتحسبني قاصة عليك مثل ما قص سمي من قبل . ليس لي من ذلك الرجل الذكي إلا الإسم المنتحل»

وتتحدث آنستنا عن إسم آخر لها يعمر بلهف الخروج من أساطير الخيال إلى حقائق الإيمان ونعني به إسم ( إيزيس كوبيا ) فتقول « أول كتاب نشرته کتاب Fleurs de Reve وقعته بإسم إيزيس كوبيا، وإيزيس هي زوجة أوزيريس وأخته في آن واحد. والعذراء مريم هي عروس الروح القدس وأم المسيح ، فإيزيس ترمز إلى إسمي وكوبيا كلمة لاتينية معناها زيادة »

وتنوه مي في رسالة لها كتبتها إلى جبران يوم ۲۹ مارس (آذار) سنة ١٩١٢ فتقول « أمضي مي بالعربية ، وهو اختصار إسمي ، ويتكون من الحرفين الأول والأخير من إسمي الحقيقي الذي هو ماري وأمضي إيزيس كوبيا بالفرنجية ،غير أن لا هذا اسمي ولا ذاك ، إني وحيدة والدي وإن تعددت ألقابي» ونعرف تفاصيل أكثر عن معنى إسمي مي من حديث لها إلى مجلة المكشوف نشر في عدد ٦ أيار سنة ۱۹۳۸ « … وهو قليل التداول في تسمية الفتيات .. ومن عرائس الشعر واتفق كذلك أنه مكون من أول حرف وآخر حرف من مي May باللغات الأوروبية هو تصغير ماري للتحبب وأخيراً لأنه الأسم الذي أحبته والدتي وسميت بـه يوماً من الأيام … والدتي هي اختارت لي إسم مي، فقد تذكرت أنها عندما كانت في المدرسة عهد إليها مرة بتمثيل دور مي في رواية لكورناي وكان مترجم الرواية قد عرب اسم Camille إلى مي فكانت حلاوة هذا الإسم لا تزال على شفتيها بالرغم من مرور السنين»

ويكشف لنا الدكتور زكي مبارك في مقال نشره في مجلة المرأة الجديدة عن اسم آخر لمي يعبر عن فتوة يشع منها الذكاء ويفوح منها الجمال فيقول «.. ثم تجيء عروس الأدب النسائي في هذا الجيل ، وهي فتاة أعرفها جيداً. فقد كانت رفيقتي في الدرس وزميلتي في طلب الأدب والفلسفة بالجامعة المصرية وهي المداموزيل صهباء : أعرفتم من هي ؟ إن لم تعرفوا فاسمعوا : كان لي بالجامعة المصرية زميلة تنافسني منافسة عنيفة . كنت أضمر لها ظلالاً من البغضاء، ولحظ ذلك اسماعيل بك رأفت، فدعاني إلى مكتبه ثم قال « أتعرف ما معنى ميه» هي الخمر بالفارسية وأهل فارس يسمون الحمارة «مي خانة » فعرفت يومئذ أن الآنسة مي معناها المداموزيل صهباء » .

ولم يكن «خالد رأفت» ذلك الذي تصدرت مقالاته المساجلة التي أثارتها «جريدة الأجبشن» ميل حول اللغة العربية ومجمع اللغة خلال شتاء سنة ۱۹۱۹ و اشتركت فيها عدة صحف في القاهرة ومنها جريدة «الأخبار» سوى إسم انتحلته هي وذيلت مقالاتها به !..

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.

Additional information

Weight 1.75 kg
Dimensions 1 × 1 × 1 cm