Home/

شوشو اخ يا بلدنا أعداد فاروق الجمال

شوشو اخ يا بلدنا أعداد فاروق الجمال

$29.90

كتاب شوشو اخ يا بلدنا أعداد فاروق الجمال

Description

كتاب شوشو اخ يا بلدنا أعداد فاروق الجمال – منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت Soft cover book, 24×17 cm, 512 pages, 1981

تقدبم بقلم محمد شامل

عبقري لا عبقر صنعته عَبْقَرُ الفَنِّ من نيج سِمَاتهُ

كان « شوشو » عملاقاً على ضآلة جسمه، مغامراً يوم أسس « المسرح الوطني » الذي سمي فيا بعد «مسرح شوشو ». سَمَّاه الشعب فجاءت التسمية – حفراً وتنزيلاً – تطابق سمات المسرح اليومي، ولم نر من يجاريه في هذا المضمار . وسار موفقاً في عمله سنين عدة، فهو من هذا القبيل نسيج وحده. ويوم فرغت الساحة من حسن علاء الدين، لم نجد فناناً يحل محله، أو يسير على هديه، لقد بنى صرحه الشامخ، ولم يأت من يضارعه في بناء هذا الصرح المشيد.

في سنة ١٩٥٩ أو في مطلع العام ۱۹٦٠ ، تمت المعرفة بيني وبينه، وأصبح يلازمني ملازمة الظل، وبدأنا نعطي برنامجنا الأول المكرس للأطفال، ثم برنامج – يا مدير – وأخذت تتبلور شخصيته حتى صار عند الناس الفنان الأول، فانجذبوا اليه وأخذ نجم سعده يعلو، كما أصبح اسمه على كل شفة ولسان . ثم شعر حسن علاء الدين بأن حجمه يكبر، ولم تعد تتسع له الشاشة الصغيرة، فانطلق من هنا ليؤسس مسرحه، وأخذ يكافح بهمة لا تعرف الملل، حتى اثبت وجوده وتبوأ السدة التي يطمح بتبوئها، فجده وكفاحه كانا العون له ليعطي ويسمو، حتى أصبح شوشو مدرسة فيها أبدع ….

أذكر أنه طلب مني أن أخوض معه لعمل مسرح يومي، فأجبته أن مسرحاً يومياً في هذا البلد لن تقوم له قائمة، فكذب ظني وكان ما يريده شوشو. كانت له رؤيا مستقبلية عجيبة، وكانت مغامراته أعجب، فوصلت مطامحه الى – السينما – وحاول ولكن ما أعطاه لم يكتب له النجاح كما كان يتوخى وعلة السينما والقهر الذي أحسّه منها أثر في مجرى حياته، فاضطر ان يستدين وما أكثر ما دفع في سبيل هذه الديون حتى اعتلت ،صحته، وذهبت فوائد الدين الى جيوب المرابين وما كان أكثرهم، وظل يجاهد في مشواره الطويل، حتى تمكن منه الدَّاء فصار الشمعة التي تذوب لتنير للآخرين. كان يضحك الناس وقلبه مليء بالأسى، وكم رأيت الدموع تطفر من عينيه في خلواته، وتنبهت أعصابه فحرم النوم ، وأصبح من عشاق الليل، إذا أوى الى فراشه ففي الثالثة أو الرابعة من صباح اليوم التالي، كل هذا وهو لا يبالي ولا يحسب للداء ،حساباً، حتى أسميته “الانسان المستهتر”، وعاش في اللامبالاة حتى تمكن منه المرض وكانت قد بدأت الحرب المحنة، فأغلق باب المسرح، واشتدت معاناته وصار كل شيء الى مزيد.

الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي سئل عن شوشو فقال: انه كان انساناً…

وصفة الانسان لا تعطى إلا لمن كان انساني الطباع، فقد كان شوشو يعيش لغيره أكثر ما يعيش لنفسه، قلما تجد انساناً من هذا الرعيل العجيب كان سخاؤه لفنه مشهوراً كسخائه لأهله وللصحاب، يأخذ باليمين لعيطي بالشمال والغرابة انه يوم اشتد عليه المرض لم يجد في جيبه ما ينفقه على مواساة جروحه حتى انطبق عليه البيت القائل :

ما أكثر الاخوان حين تعدهم – ولكنهم في النائبات قليل.

عاش حسن علاء الدین جل حياته لفنه وما استأثر فنان بفنه كحسن علاء الدين فقد كان على مسرحه ملكاً غير متوّج، من حركاته ومن كلماته ينبعث الضحك صاخباً، وربما كانت في القلب جروح لم تندمل مع الأيام. ان حياة – شوشو – حياة زهرة كان عمرها بين صباح ومساء، وفي ليلة عاصفة إنطفأ السراج فنام الغرّيد عن الحانه وأغمض عينيه الى الأبد فقيل فيه:

نام عن فنه وعن أعطيــاتـه والربيع الغضيض ملء حياته

حسن علاء الدين – تاريخ مضى ولن يعود، شوشو ظاهرة لن تعوض، ورائد من رواد مسرحنا أعطى الكثير وأخذ القليل، وفني قبل ان يفنى :

كتب الفن والشَّقاء علينا رائد الفن مات قبل مماته

محمد شامل
١٩٨٠/٣/٢٦

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.

Additional information

Weight 1.0 kg
Dimensions 1 × 1 × 1 cm