مدخل إلى الخصوصية اللبنانية

Description

كتاب مدخل إلى الخصوصية اللبنانية – دكتور نبيل خليفة – قدم له صاحب النيافة والغبطة مار نصرالله بطرس صفير
Hardcover book with protector, 25×17.5 cm, 458 pages

تقديم لصَاحِب النيافة والغبطة مَار نصر الله بطرس صفیر

“لبنان في طبيعته وانسانه وجماعاته، وبالتالي مؤسساته هو وجود يختلف في قليـــل أو كثير عن محيطه ، فهو يختص أي يتميز ببعض الخصائص التي هي له دون غيره. وهذه الخصوصية كانت في أساس كيانيته وشرعيته الدولية”.

هذا ماقاله الدكتور نبيل خليفه لدى تقديمه أطروحته التي عنوانها “مدخل الى الخصوصية اللبنانية”. وأضاف يقول: “هذه الخصوصية لا تعني الفرادة. ليس القصد القـــول بأن لبنان بلد لا مثيل له في العالم، هذه شوفينية بل ربما العكس هو الصحيح ، أي القـــول بان للوضعية اللبنانية نماذج شبيهة بها في مختلف القارات” ( تقديم الاطروحة ص ٩).

وقد أثبت الدكتور خليفه في اطروحته أن للبنان خصوصية في خمسة محالات هي: طبيعية – جغرافية، واتنو – أدبية (لغوية – شعرية) واقتصادية، وسوسيو – ثقافية، وجيـــو – سياسية. وللقارئ العودة الى نص الاطروحة ليطّلع على مضامين هذه الاقوال.

وهو قد حاول في الوقت عينه أن يوجز مفهوم هذه الخصوصية لدى سبعة مـــن المفكرين اللبنانيين ، جميعهم مسيحيون تباينوا عقائد وطنية، واختلفوا نظرة الى الواقع اللبناني وهم: انطون سعاده وكمال الصليبي ويوسف السودا، وميشال شيحا، وجواد بولس، وسعيد عقل، وشارل مالك.

انا اذ نهنئ الدكتور خليفه للمجهود الكبير الذي بذله في سبيل محاولة جلاء الخصوصية اللبنانية، لا يمكننا إلا ان نستجيب إلى طلبه إلينا تقديم اطروحته الى القرّاء وبخاصة الى الذين بدأت تتسرب إلى نفوسهم الشكوك، في هذه الايام ، في ما يتعلّق بمقومات الكيان اللبناني ومصيره ومستقبل أبنائه . وقد تناسوا أن لبنان عمره ستة آلاف سنة تناوبت عليه شعوب كثيرة، وعرف غزوات عديدة، واجتاحته جيوش جرارة ، وتقلبت عليه احوال وأصابته ،أهوال ولكنه بقي لبنان لبنان يتميّز بما له من خصائص أتته مــن مجموعة عناصر منها بكلام، آخر طبيعة أرضه وموقعه ومناخه وموارده، وتاريخه، وتراثه وثقافة أبنائه ، وما كانت يوما الا متعدّدة.

وقد تبلور هذا المفهوم في وعي اللبنانيين ، فأعربوا عنه في مقدمة الدستور اللبناني الذي أكّد في اول سطر من مقدّمته أنّ : ” لبنان وطن سيّد، حرّ، مستقل، وطن نهائى لجميع أبنائه، واحد أرضاً ، وشعباً، ومؤسسات، في حدوده المنصـــوص عنها في هـــذا الدستور”.

واذا كانت السيادة اللبنانية منتقصة في هذه الفترة من تاريخ لبنان، والاستقلال قد فقد الكثير من معانيه و الارادة الوطنية، مرتمنة، والحرية مقيّدة في العديد من مظاهرها، وهي من جوهر الثوابت اللبنانية، فإن ذلك كله، على ما فيه من ضيم وحيف، لا يؤثر في كيان لبنان ، ولا في كونه وطنا نهائيا لجميع ابنائه ولا يمكنه أن يطمس خصائصه التي تكوّن هويته وتميزه عما سواه من البلدان.

واذا كان لبنان يعتبر وطن الطوائف، فلأن كل واحدة منها جاءته لتلوذ بحماه، وتجد فيه مناخا من الحرية فقدته حيثما كانت تقيم في هذه البقعة من العالم. والذين يقولون إن لبنان لا وجود له في التاريخ ، وانه غلطة تاريخية ، وإن كيانه مصطنع ، وان حدوده رسمها الانتداب، يبدو انهم في جهل من تاريخه وعندما انهارت الدولة العثمانية في اوائـــل هـذا القرن، وكان لبنان ينعم تحت اشرافها بنظام منحه ، وحده دون سواه، شبه استقلال، كان مطلب اللبنانيين الرسمي إعادة وطنهم الى حدوده التي كانت له قبل سنة ١٩٢٠، وهذا ما حصل.

ولبنان ، على صغر رقعته، وضعف تكوينه وشح موارده المادية، يبقى ضرورة ، لا لابنائه وجيرانه وحسب، بل للعالم أجمع الذي هو في حاجة الى الصيغة التي مكنت اللبنانيين من أن يعيشوا في جو من التفاهم والسلام، وإن عكّرته بين الحين والحين ، عواصف تهب عليه من شرق وغرب، لكنها لا تلبث أن تهدأ ليعود الصفاء الى سمائه. وهو لا مطمع له الا ان يكون في خدمة إخوانه، كما كان في غابر ايامه. وقد كان وسيبقى لهم منهل علم ومنتجع صحة، وواحة راحة، يتنشقون فيها نسيم الحرية، وينعمون بما يجلو عــــن” القلـــب الشجن الماء والخضرة والشكل الحسن”.

وإنا، اذ نأمل أن يكون الدكتور خليفه قد ساعد ، بعمله الدؤوب، على تبديد ما ساور أوقد يساور بعض اللبنانيين من شكوك حول مصير وطنهم ،لبنان، ندعو له باطراد العطاء ، ولكتابه ما يستحق من التقدير والرواج.

الكردينال – بكركي في ۳۱ تشرين الاول ۱۹۹۷

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.