شخصيات بارزة في تاريخ لبنان المعاصر

Description

شخصيات بارزة في تاريخ لبنان المعاصر جزء 1 و 2 – بيروت 1997 | 2002 – دكتور عصام كمال خليفة – أحد أساتذة التاريخ في الجامعة اللبنانية

Soft cover books – 23.5×16.5 cm, 144 pages – 168 pages

ان الباحث في العوامل الداخلية التي أدت الى الحروب التي عانى منها وطننا ، على امتداد فترة غير قصيرة، يعود باستنتاج أساسي : قصور الاطلاع عند المواطنين عامة، والشبيبة بوجه خاص ، بالمآثر والتضحيات والاعمال الكبرى
التي قام بها جيل من الرجالات الكبار الذين خدموا القضية اللبنانية بأفكارهم والمواقف . وطالما فكرت ، رداً على ذلك ، بضرورة وضع موسوعة تحت عنوان «مآثر الذين خدموا القضية اللبنانية» . وهذا العمل يتطلب جهداً علمياً
جماعياً يتخطى قدرة الافراد ويفترض دعماً من مؤسسات وطنية جامعة . كما تساءلت باستمرار ما الذي يمنع الدولة، من خلال وزارة الثقافة والتعليم العالي او من خلال الجامعة اللبنانية مثلاً، من انشاء متحف ومكتبة متخصصة يجمع
فيهما أرشيف ومؤلفات الكبار الذين جاهدوا بفكرهم ومواقفهم لقيام الدولة اللبنانية المستقلة؟!

ان حصول الشعب اللبناني على كيان سياسي (الدولة) هو من اهم الإنجازات التي تم تحقيقها في تاريخنا المعاصر . وهذا الإنجاز يتعرض للتهديد في هذه المرحلة اكثر من أي يوم مضى. ورداً على هذا التحدي يجب ان نحسن قراءة التاريخ ونتسلح بالوعي الوطني .

وهذه القراءة يجب ان تكون علمية وشاملة ووطنية، أي ان تكون بعيدة عن العصبيات الفئوية والمذهبية . لان الوطن ملك كل المواطنين ، ولان تاريخه هو صناعة كل أبناء الشعب ولا سيما نخبه الطليعية . وذلك الوعي يجب ان يكون تاريخياً وقوياً في ثقته بالإنسان والوطن.

في هذا السياق يجب ان يفهم اصدارنا لهذا الكتاب. فهو، في الأساس ، محاضرات القيت في مناسبات متفرقة تحت ظلال عنف الفتنة الدامية . وقد وجدت من المفيد جمعها وتقديمها الى المواطنين ، وخاصة الى الشبيبة والطلبة ، علها تساهم في توضيح منجزات بعض كبار الوطن .

وعلى كل حال انها محاولة جزئية ومتواضعة، فهناك الكثير من الكبار في مجال صناعة التاريخ ، وفي مجال الكتابة التاريخية، لم يتم التطرق اليهم .

فعسى ان يقوم جهد جماعي لسد هذه الثغرة في وقت قريب .

حدثون ، في عيد الفطر المبارك وعيد مار مارون ، ۹ شباط ۱۹۹۷

توطئة الجزء الثاني

كان علي أن أصدر هذا العام كتاباً عـن “ناحيـة البـترون في القرن السادس عشر: الديمغرافيا والاقتصـاد”. ولكـن بعـض الشواغل العامة والخاصة، وبعـض المسؤوليات النقابية والثقافية منعتني من إنجاز هذا الكتاب.

وعندما عدت إلى ملفاتي الخاصة، وجدت من واجبي جمـع بعـض الكلمات التي ألقيتها بمناسبات مختلفة، أكثريتها الساحقة تُليت أثنـاء تـكـريـم أعـلام الثقافة، خلال المهرجان اللبناني للكتاب، الذي تنظمه، سنوياً، الحركة الثقافية – أنطلياس.

وليس مـن أهـدافي الزعـم أن هذه الكلمات تفـي الأعـلام المعنيين حقهـم. ولكنها، في كل حال، تدل علـى خـط عـام التزمنـاه خـلال الحروب المدمرة الـتي عصفت بالوطن. وكنـا نشـهـد، مـن خـلال هذه المواقف، لـروح المجتمع اللبناني
وأبسط مقوماته الثقافية: التنوع ضمن الوحدة.

وإذا كنا، في الحركة الثقافية، نطمح لإعادة إصـدار “أعـلام الثقافـة” بحلة جديدة، مضيفين إليها كلمات المقدمين والمكرمين، وهذا العمل يتطلـب المزيـد مـن الوقت وبعـض الإمكانيات المادية، فإن هاجسنا في هذا المشروع، وفي الكتـاب الحالي، هو رصد نشاط مميز، في إطار الثقافة اللبنانية المعاصرة، قبل أن تدخـل في ظلمة النسيان.

أما بالنسبة للمحاضرتين الأخيرتين في الكتـاب، عـن إبراهيـم الأسـود وأوغست باشا أديب، فقد آثرت أن أضمهما إلى هذا المؤلف لأنهما تتناولان علمين بارزين خدما القضية اللبنانية بشرف وإخلاص.

وفي كل حال، إن الهدف من إبراز دور هؤلاء الأعلام، وغيرهم في المستقبل، هو التأكيد على أن الشعوب يجب أن تختزن في ذاكرتهـا جـهـد ومـآثر الكبـار مـن أبنائها. وتقدم هذه الشعوب مرهون باحترامها لـتراكم خبرات أعلامها في مختلف حقول المسؤوليات والاختصاصات. والشعوب التي تجهـل تـاريخ كبارهـا، أو تستخف بمنجزات تراثها الحضاري الموصول والذي هو جهـد كـل فئات المجتمع، هذه الشعوب تسقط في حلبة التحديات المطروحة في المرحلة التاريخية الراهنة.

وإن إيماننا بشعبنا اللبناني، وبطاقاته في الماضي والحاضر والمستقبل، يحملنا على مواجهة كل أخطار مشاريع الإلغاء والتبعية والقهر والظلم على صعيـد المسألة الوطنية، وعلى الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية.

وأملنا كبير بأن يستلهم أبناء شعبنا، وبخاصة الشبيبة والطـلاب، سير هـؤلاء الأعلام ومآثرهم، ليكملوا الدور الذي ندب إليـه لبنان في حركة النهضة العربية المعاصرة.

عصام خليفة

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.