جبران خليل جبران – إطاره الحضاري وشخصيته وَآثَارُه

Description

كتاب الدكتور خليل حاوي – جبران خليل جبران – إطاره الحضاري ، وشخصيته ، وَآثَارُه نقله إلى العربية بإشراف المؤلف سَعِيد فارس باز
دار العالم للملايين – بيروت لبنان Softcover book, 24×16.5 cm, 335 pages

تمهید (نبذة)

هذا الكتاب، منهجاً ومحتوى

تكاد آراء المهتمين بالدراسات الجبرانية تجمع على إحلال دراسة الدكتور خليل حاوى النقدية فى جبران محلاً مميزاً. وقد امتدحها غير واحد منهم لموضوعيتها وشمولها وتجردها ومنهجها النقدي الواضح، وما إلى ذلك من مميزات البحث العلمي الرصين.

من أمثلة ذلك أن الدكتورين سهيل بشروئي وجون منرو ، ومن المعروف أنها يوليان آثار جبران وما كتب فيها وفيه اهتماماً غير يسير، يقولان:
“إن أفضل دراسة نقدية في جبران ، وأكثرها وفاء بمتطلبات البحث العلمي الحق، هي الدراسة التي قام بها خليل حاوي ، وهو عربي استطاع أن ينظر إلى الشاعر من زاويتي المفاهيم الغربية وأعراف العرب الحضارية. حقيقة لها دلالتها ومغزاها الواضحان”

وقد أشار تيموثي هانلي، رئيس دائرة اللغة الانكليزية بكلية جليندال في الولايات المتحدة، إلى الحقيقة عينها ، في رسالة وجهها إلى ناشري الدراسة . قال :
“في أثناء قيامي ببعض البحوث الاستقصائية لجامعة كاليفورنيا في مكتبة لوس أنجلس، عثرت على نسخة من كتاب الدكتور حاوي … استعرتها وقرأتها ، فتبيّن لي أن الكتاب ممتاز . إنّه الدراسة الفضلى في جبران حتى هذا التاريخ” .

كما أن العديدين تمن ألفوا في جبران واستطاعوا الاطلاع على الدراسة المذكورة في أصلها الانكليزي تنبهوا إلى قيمتها ، فلم تخل مؤلفاتهم من إشارات إليها أو مناقشات لما ورد فيها من آراء ، يقرونها أو يرفضونها . ومن هؤلاء على سبيل المثال: توفيق صايغ في دراسته الأدبية “أضواء جديدة على جبران” ، والدكتور غازي براكس في دراسته التحليلية التركيبية لأدب جبران ورسمه و شخصیته .

والواقع أن مؤلف حاوي هو المحاولة الأولى – ولعلها الوحيدة – التي يمكن أن تعتبر بحق دراسة نقدية منهجية وشاملة في الدراسات الجبرانية، باستثناء الدراسة القيمة التي عقدها الدكتور أنطون كرم حول حياة جبران وآثاره ، ويتضح صداها في بضع محاضرات ألقاها في معهد الدراسات العربية العالية على طلبة قسم الدراسات الأدبية واللغوية، تتجلّى فيها الروح العلمية الهادئة الرصينة .

يقف خليل حاوي موقفاً وسطاً بين مؤيدي جبران ومؤلهيه من جهة، ومنتقصي قدره وعيابيه من جهة أخرى. إذ لا تربطه بجبران أية صلة شخصيّة كانت أو زمنيّة. وهو لا يباشر موضوعه انطلاقاً من أي افتراض مسبق.

فهو، مثلاً، لا يتطرّف إلى اعتبار جبران فيلسوفاً ، ثم يمضي فيرسم منهجه الفلسفي، على حدّ ما يفعل غسّان خالد، في مؤلّفه «جبران الفيلسوف. وفي الحق أن حسبان جبران فيلسوفاً يحتاج إلى بعض التحفظ، ، إذا كان المقصود أنه فيلسوف بمعنى الكلمة الحصري، نظراً لأنّ شمولية الفلسفة ومنهجيّتها أبعد ما تكون عن جبران الذي ظلّ، أو كاد يظلّ ، شاعراً روما نطيقياً حتى النهاية . ثم إن طبيعة الفلسفة المنصرفة إلى قضايا الكون والإنسان ، تحتم على الباحث المتجرّد أن لا يضفي على جبران كرامة لم يطمح إليها . ولسنا الآن في معرض نقد لمؤلّف خالد ، وإن كان من حقنا أن نأخذ على صاحبه عدم اطلاعه على كتاب حاوي – والسبب أنه لا يقرأ الانكليزية على ما يبدو. وثمة ظلّ من الشك يخيم على الدافع الذي حدا بخالد إلى وضع هذا الكتاب أهو الاضطلاع بتبيان حقيقة أم محاولة البرهنة على فرضيّة – لعلّها هذه : إنّ هنالك فلسفة لبنانية ، وإن جبران خير برهان على وجودها؟ ومهما يكن الأمر، فكتاب خالد ليس نقدياً بالمعنى الصحيح، بل هو دراسة تطبق مفاهيم فلسفية على جبران الأديب الفنان ، وتستخدم آثاره دون أن تحلّلها تحليلاً نقديا . وعلى هذا ، فالإفادة منها تبقى محصورة في باب المباحث الفلسفيّة ، إذا شئنا تسجيل فضل من أفضالها .

كذلك لا يجنح حاوي إلى التحليل النفسي يدرس به جبران وأدبه. فالدراسة النفسيّة لم تترسّخ قدمها في ميدان النقد، وإن انتصر لها عدد لا بأس به من الدارسين. وتعتبر محاولة الدكتور غازي براكس الآنفة الذكر يتيمة في بابها . إلا أنها ، على ما فيها من  کشف لنفسة جبران وحسن معالجة لتطوره الداخلي ، ومع وضوح الجهد المبذول في عرض ما تنطوي عليه رسوم جبران من إشارات وأبعاد ، دراسة أقرب إلى مباحث علم النفس منها إلى البحوث النقدية الأدبية. ومع أن براكس يشير إلى مؤلف حاوي غير مرة، مدرجاً إياه في باب ذلك النوع من الدراسات الجبرانية الذي « استقام فيه التحقيق، واعتدل البحث متبعاً منهجية علمية، فقل الخطأ، وندر الشطط  ، فإنّه يعود فيقول معمّاً إنّ «الأبحاث التي تناولت أدب جبران… لم تبلغ الغاية في فض لغز شخصيته و تحليل تطوراتها… … …  ….

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.