Home/

Zajal Lebanese History تاريخ الزجل اللبناني

Zajal Lebanese History تاريخ الزجل اللبناني

$24.85

Book, Lebanese Zajal History

الكتاب: تاريخ الزجل اللبناني – المؤلف: أنطوان بطرس الخويري – المحتوى: تاريخ الزجل… – القياس: 17×24 – عدد الصفحات: 672

Description

Book, Lebanese Zajal History

الكتاب: تاريخ الزجل اللبناني – المؤلف: أنطوان بطرس الخويري – المحتوى: تاريخ الزجل… – القياس: 17×24 – عدد الصفحات: 672 – تصميم الغلاف: الفنان اللبناني قزحيا بطيش – تاريخ النشر: أيلول 2011 – الناشر: دار الأبجدية – مركز الاعلام والتوثيق

تقديم

في الكتابة عن الشعر نشوة علوية، وعذوبة بهية. ذلك أن الشعر هو دفق وحي ونبض شعور، وعمق فكر، وزهو خاطر، ورهافة أحاسيس وجدانية، ومزيج من بنى ايقاعية وتراكيب بلاغية على رنيم نغم وجمال صورة. ومن يدخل هيكله يخشع أمام روعة ابداعه!

ان نشوة الجمال في الشعر هي وليدة صفاء روحي نابع من العقل والحس معا ً، وملتحم بواقع الحياة والنوازع الانسانية. وكل قصيدة منسوجة من خيوط هذا الصفاء والواقع، وموشاة بجواهر الفكر ويواقيت اللحن والنغم، فانها ترتقي بالانسان الى متعة الفرح والتسامي.

بدأ الشعر عند الشعوب في الأصل غنائيا ً ثم خطابيا ً ثوريا ً، كما لدى الاغريق مثلا ً، الذين غنوا الشعر على أنغام أداة موسيقية تدعى “لير- Lyre” وهي بشكل القيثارة. وكلمة أل”شير” أو ” شيرو” تعني باللغة العبرية: “الشعر” وباللغة العربية: “النشيد”. والملك داود قد غنى “نشيد الأناشيد” على أنغام القيثارة” ونظم عليها مزاميره كذلك. ثم ان اليونان والرومان يقولون: “غنى شعرا ً” لا “نظم شعرا ً”. والعرب يقولون: “أنشد شعرا ً” أي غناه. فالشعر اذا ً وضع للغناء والانشاد.

وقد عرف المسيحيون الآراميون والسريان الشعر، تسابيح وأناشيد روحية لانارة العقول والايمان بالله، ولمحاربة البدع الهدامة. كما عرفه الغربيون أنغاما ً وصورا ً رومنسية، وغناء ً راقصا ً أحيانا ً. وأطلقه العرب القاء ً في الأسواق واثارة ً عنفية في الغزوات والصراعات القبلية. ثم تطور بعد ذلك بالانفتاح على ثقافات متعددة، فطرق أبواب الحكمة والمثل، والوصف والفخر والمدح والهجاء والغزل والرثاء، وصولا ً الى الوطنيات والاجتماعيات وجميع الفنون والأغراض الانسانية.

والشعر ان كان زجلا ً أو فصيحا ً، عاميا ً أو شعبيا ً أو قوميا ً، منبريا ً أو حواريا ً، كتابيا ً أو ارتجاليا ً- وهذه التسميات تروق لبعض المدعين فيجتهدون في اطلاقها والتمييز بينها-، هو بالنتيجة واحد، اذ الشعر هو الشعر، الذي ينطوي على الذوق والجمال والابداع، ومعرفة الذات، وأطوار النفس ورغائبها وأغوارها من خلال الشعور الرقراق والحنين الدفاق.

وفي رأيي، يجب ترك هذين الشعرين: الزجلي والفصيح على سجيتهما وفرادتهما وفرائدهما، ليأتيا بالروائع.

وان التمييز بين الشعر الزجلي والشعر العامي هو تمييز خاطىء. اذ ليس هناك شعر “عامي” وشعر”خاصي”، وانما هناك شعر زجلي يتألف من كلام موزون مقفى، صالح للغناء، موقع على أنغام جميلة تطرب القلب والروح معا ً. كما أن الشاعر الزجلي، هو فنان كبير يلاسن الروعة والجلال، ويحاسن البهاء والجمال، ويغزل الشعر كما الورد يغزل البهجة من زهو اللون، والنشوة من شميم العطر الذي يفوح من جبل وواد.

وبين الشعر الزجلي والجبل في لبنان علاقة انتماء من صنيعة الله، معمدة بنار المحبة وميرون الجمال. بدأت مع ولادة الشموخ الى العلاء، وريادة الرسوخ في أرض البهاء، فكان اللقاء طويلا ً في هيكل الحرية، حيث تسكن آلهة الشعر بين صخور دهرية وزهور عطرية، وحيث تغفو العيون في ظل هاتيك التلال الزاهية بالأشجار المنتصبة كالشموع المضاءة بأنوار فردوسية، والمتراقصة بألوانها على ألحان الينابيع والسواقي ومزامير النسائم!

الشعر الزجلي هو ابن البيئة والطبيعة والتراث، وركن أساسي من أركان الثقافة الشعبية التي طبعت لبنان بخصوصية مميزة فريدة، تقوم على حضارته وتاريخه وشخصيته وهويته وعاداته وتقاليده، وحتى لغته ولهجاته المتنوعة بألفاظها ومفرداتها وتعابيرها، والتي تختلف ما بين مدينة وأخرى وبلدة وقرية، بسبب المؤثرات الثقافية والاجتماعية، وغيرها من المصطلحات التي ترافق مثلا ً تجار المدينة وسكان الشاطىء وصيادي السمك الذين لهم لهجتهم ومفرداتهم المختلفة عن سكان القرى الجبلية لا سيما الرعاة والفلاحين؛ كما لأبناء الشمال لهجة غير لهجة أبناء الجنوب، فالأولى متأثرة بالسريانية، فيما الثانية أقرب الى العربية. ولكن الاثنتين كونتا لغة لبنانية لا تقاربها سوى اللهجات: السورية والفلسطينية والأردنية.

ومن المعلوم أن اللبنانيين المسيحيين الذين كانت لغتهم السريانية لغة كنيستهم، لم يقبلوا الى اللغة العربية الا بعد الفتح العربي لمدن الساحل اللبناني في أوائل القرن السابع، عندما بدأوا بالانكباب على دراسة اللغة العربية والترجمة اليها من السريانية كتبهم الدينية والتأليف في علومها وآدابها. ولم تضرب العربية الفصحى ولا الثقافة الغربية جذورهما العميقة في تربة لبنان قبل القرن السابع عشر، بل كانت التعابير البسيطة النابعة من الأصالة اللبنانية وروحها وبخاصة التعابير الطقسية هي السائدة. وقد كان المبنى التركيبي للجملة مؤلفا ً من نسق عربي فصيح ونمط سرياني بديع، وبقي كذلك حتى القرن التاسع عشر.

ولم يكن هذا الواقع يدعو الى الغرابة اذ ان الشاعر الفرنسي الشهير “فردريك ميسترال” لم يلغ لغة الأدب الفرنسي، وقد خلف آثارا ً خالدة في اللغة العامية مثل (“Mireille”- 1859) و (Calandal- 1867) و (Nerto 1884)، الأمر الذي حمل ألفونس دي لامارتين شاعر اللغة الفرنسية بالفصحى بعد أن قرأ كتاب ميسترال الأول، الاعتراف بروعة عاميته، والقول: “لقد ولد لنا شاعر ملحمي كبير” !

وفي المحصلة، يمكن القول: ان للغة العربية لسانين: العامية والفصحى، يلفظهما فم واحد وتجمعهما عناصر مشتركة على مستوى المفردات والألفاظ والتعابير والمعاني. وليست الأولى عدوة الثانية، وانما هي عنصر رديف ومساعد.

ومع اطلالة الألف الثالث، وظهور نماذج متعددة من العولمة، وفي مقدمها حركة التطور التي بدأت عموديا ً فوصلت الى الفكر لتعيد صقله، ثم امتدت أفقيا ً لتخترق حرم الذات وتضفي عليها ثوب الحداثة المصبوغ بالأصالة والثقافة، عبرت بعدئذ بالشعر الى أمدائه الانسانية فوق جسر من الموضوعات الشمولية وقضايا الناس ومصائرهم وآمالهم وأحلامهم.

ولذلك، يمكن القول ان الحداثة أو التطور، ليسا موجة ً عابرة لنقل الشعر الزجلي من حالة الى حالة، وانما الثقافة الشاملة والخلاقة هي وحدها القادرة على اغناء الفكر بالقيم المبدعة التي تتكامل بطراوة اللفظ، وحلاوة المعنى سبكا ً وحبكا ً، ونداوة الكلمة وتلتقي بأعماق الحياة والطبيعة والانسان، فيتم التفاعل ويحصل الخصب فتتجلى صور الفرح وجمالية الرؤى بأبهى حللها، للدخول الى ملكوت الشعر وصياغة منظوماته بلغة التراث والأصالة.

واللافت اليوم، أن هناك لغة وسطية بين العامية والفصحى تسود وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، وتبرز في أحاديث المثقفين والسياسيين والناس العاديين على السواء، وتنتشر في الاعلانات والمعاملات التجارية، وهي التي يمكن وصفها باللغة الحية، لأنها باتت الأداة الأهم للكلام وللتعبير، والظاهرة الاجتماعية الأبرز في التواصل والتفاهم والتعاون بين أفراد المجتمع كافة.

وقد واكب شعراء الزجل هذه اللغة في انطلاقة مشهودة ونظموا فيها أروع القصائد وأحلاها.

وبالعودة الى التاريخ، فان الشعر الزجلي اللبناني، لم يأت من الموشحات الأندلسية المتأثرة بالأدب الأسباني والفرنسي والمستعربة كما أهل الأندلس، وانما هو منبثق من الشعر السرياني القديم والموسيقى السريانية الكنسية. وهو قد بدأ على ألسنة الموارنة الذين توطنوا لبنان، وكان بعضهم يتكلم اللغة العربية بلهجة هي مزيج بين الفصحى والعامية، وقد حملوا معهم تراثهم السرياني وبخاصة أناشيد ومنظومات مار أفرام ومار يعقوب وغيرهما… وهم لم يتركوا لحنا ً سريانيا ً الا ونظموا على وزنه زجلا ً عربيا ً.

لقد اتخذ الشعر الزجلي مقاييسه من الشعر السرياني، أي التزام الايقاع، والخضوع للحن والنغم. ولكنه لما ترجم الى العربية، اعتمد وحدة القافية والقياس العددي والسماعي المبني على المقاطع اللفظية أو (التهجية) أساسا ً لوحدة القياس، وليس على أوزان الخليل العربية، أي علم العروض والتفاعيل؛ وهو بدأ بالسليقة فنا ً ابداعيا ً مركزا ً على مثلث: الموهبة، والفطرة والطرافة، مع قدرة على المساجلة والمبارزة والتحدي بجاذبية الفخر والحماسة. وقد تجاوز في ايحاءاته وخيالاته الشعر الفصيح وبخاصة في محسنات الألفاظ والصور والتشابيه والأوزان والمعاني، ما حمل كبار الأدباء والنقاد على الشهادة للشعر الزجلي الذي يدخل الى القلب قبل أن يصل الى العقل برهافة أحاسيسه وحلاوة ايقاعه وجمالية موسيقاه ومعانيه، بحيث اذا قال شاعره قصيدة في حفلة القاء ً أو غناء ً، ترتج له خشبات المنبر، وتشرئب اليه أعناق الحاضرين شامخين برؤوسهم، وقد التهبت أيديهم بالتصفيق، وعلت أصواتهم مطالبة باعادة البيت أو المقطع الذي نال استحسانهم وهز مشاعرهم! فالشاعر الزجلي يتميز بمواهب أربع: موهبة الشعر، وموهبة الارتجال، وموهبة الحفظ، وموهبة الالقاء أو الانشاد!..

ولن نسترسل في الكلام على هذا التراث اللبناني العريق، وانما نترك للقراء الكرام حب الاطلاع ومتعة المعرفة من خلال الفصول الآتية في هذا الكتاب التي تتناول باسهاب: تاريخ الزجل اللبناني، ووجوده، ولغته، وأوزانه، وأنواعه، وشعراءه، وجوقاته، ومجلاته، وجمعياته، ونماذج من شعرائه الأقدمين والمجددين… آملين أن يلقى عملنا التأريخي هذا رضى الباحثين، وطلاب المعرفة، والذواقين والمتمسكين بتراثهم الأصيل وثقافتهم الوطنية وهويتهم اللبنانية.

أنطوان بطرس الخويري

الشعر الزجلي و أصله السرياني

LebanonPostcard will be responsible for sending the books you order, through fast courier with a tracking number, guaranteeing reception of the package. The book may take between two and five days to arrive, according to the country it is sent to.

Additional information

Weight 1.8 kg
Dimensions 1 × 1 × 1 cm