تاريخ الموارنة – الوجه العسكري الماروني

Description

تاريخ الموارنة الديني والسياسي والحضاري الأب بطرس ضو – الكتاب الثالث – الوجه العسكري الماروني من 636 الى 1367 م او عهد المردة والاستقلال الماروني التام.
Softcover book – 574 pages – 22×15 cm

مقدمة

المارونية رسالة روحية مناضلة . ونصالها اتخذ على ممر الأجيال أوجهاً عدة منها الوجه العسكري. وفي هذا الجزء الثالث من تاريخ الموارنة الديني والسياسي والحضاري وفي الجزء الرابع الذي يليه نحاول إبراز هذا الوجه العسكري للمارونية ..

مرت المارونية من هذا القبيل منذ نشأنها حتى الآن في سبع مراحل أو أطوار :

أ- الاستقلال التام الممتد من ٦٣٦ (الفتح العربي) حتى ١٣٦٧ السنة التي فيها استشهد البطريرك جبرائيل حجولا. في هذه المرحلة كان للموارنة في لبنان وطن قومي حر سيد ينعمون فيه بالاستقلال التام عن الدول الاسلامية المتعاقبة، وذلك بفضل قوتهم العسكرية وبفضل المواثيق التي اعترفت بموجبها الدول الاسلامية باستقلالهم منذ الغزو العربي.

ب – عهد الاستقلال الجريح الممتد منذ ١٣٦٧ حتى ١٥٩٠ السنة التي ابتدأت فيها امارة فخر الدين المعني الكبير . في هذا الطور فقد الموارنة بعض مقومات استقلالهم واحتفظوا ببعض المقومات الأخرى . دخل وطنهم القومي في تلك الحقبة ضمن نطاق الدولة الاسلامية فتصدع استقلالهم جزئياً وإن سلمت بعض بقايا أو سمات من هذا الاستقلال.

ج – عهد رسول الاستقلال وشهيده أعني به الأمير فخر الدين الكبير الذي حمل مع الموارنة لواء الحرية وطمح الى الفوز بالاستقلال التام وحقق بالاشتراك مع الموارنة أمبراطورية لبنانية واسعة ومات شهيد هذا الاستقلال . وتمتد هذه الحقبة من السنة ١٥٩٠ الى السنة ١٦٣٥ التي فيها مات فخر الدين .

د – عهد الاستقلال الصريع الممتد من السنة ١٦٣٥ حتى السنة ١٧٨٨ التي فيها ابتدأت امارة بشير الشهابي الكبير. في هذه الحقبة الاستقلال الجريح أصبح صريعاً إذ ان الدولة العثمانية بعد أن نكلت بفخر الدين بطل الاستقلال جردت كل قواها لتحطيم الاستقلال اللبناني ودك صروحه وطمس معالمه.

ه – عهد الاستقلال المنتفض الممتد من ۱۷۸۸ حتى ١٩٤٣ . في هذا الطور حصلت ثلاث انتفاضات كبرى لاستعادة الاستقلال أولها انتفاضة بشير الكبير وثانيتها انتفاضة يوسف بك كرم الزعيم العظيم وثالثتها انتفاضة البطريرك الياس الحويك الحبر العبقري القديس

و- عهد الاستقلال المنبعث الذي نهض على أسس الميثاق الوطني في السنة ١٩٤٣.

وفي هذا الجزء الثالث نتناول بالبحث الوجه العسكري الماروني في العهد الأول أي طور الاستقلال الماروني التام. وسنعنى في الجزء الرابع باستجلاء الوجه العسكري الماروني في المراحل الخمس الباقية.

المارونية رسالة أي قوة روحية مناضلة أو جوهرة إلهية لامعة في هذا الشرق تحرسها وتصونها قوة عسكرية باسلة كما تحرس الصدفة الدرة الثمينة وكما يصون الإطار اللوحة الرائعة . وهذا الإطار من القوة المادية العسكرية مكن
الرسالة المارونية من البقاء والنمو والسطوع بالرغم من الأخطار التي أحاقت بها على مر الأجيال . وبسطوعها ظلت شعلة الحضارة والمثل السامية مشعة فوق هذه الربوع على مفرق الشرق والغرب تستهوي بجمالها البعيدين والقريبين وتصهرهم في نارها قلباً واحداً وروحاً واحدة .

سبت النور ، ١٧ نیسان ١٩٧٦
المؤلف

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.