حرب لبنان – صور . وثائق . أحداث – اصدار دار المسيرة
حرب لبنان – صور . وثائق . أحداث
$127.00
Description
حرب لبنان – صور . وثائق . أحداث – اصدار دار المسيرة للصحافة و الطباعة و النشر. اعداد ليلى بديع عيتاني – تحرير جلال محمود – تصوير عبد الرزاق السيد
Hardcover book, 34×24.5 cm, 266 pages
لأن مرحلة تأريخ الحرب اللبنانية ما زالت بعيدة جداً ، ها نحن نجمع المعلومات لها ، نجمع أبعادها وخطوطها البيضاء والسوداء والداكنة ، نجمع الظلال والأضواء فيها ، دون رغبة في تغليب المأساة على الفرح ، أو الحرب على السلام ، ودون رغبة في تحاشي أي شيء من أجل شيء . الذي حدث تماماً ، ها هو بين دفتي كتاب.
صورة صورة ، يسيل منها الدم أحياناً ، وأحياناً كثيرة ينطلق منها صاروخ ، أو تتطاير منها شظايا قذيفة ، أو تصفعك عين مقتلعة ، ويد مقطوعة ، وجثة محترقة ، وجسد سحلوه.
وحدثاً حدثاً من يوم إلى يوم دو نما قفز عن اشتباك أو توتر أو سلام ، أو وساطة أو حاجز خطف ! الأحداث بكل مراحلها ، وتناقضاتها ، بالزخم العاطفي الذي كان يتصاعد أو يهبط معها . الأحداث، بما حملته من مراحل قتال ، ومراحل سلام ، وبكل ما حملته من عفوية أو تآمر ، من تخطيط هجومي أو عكسه.
ووثيقة وثيقة ، كدليل وشاهد . انها المواقف دون مواربة ، انها النوايا والخطط المكشوفة والمبيته ! انها وثائق من كل لون وانتماء ، تقول الحقيقة مائة مرة وأكثر ، أو العكس . وثائق وبيانات ، بل مواقف واتجاهات ، عواطف وافعال ، وخطط . أحياناً كل بيان جولة حرب ، وأحياناً جولة سلام.
وها هو الوطن ، لبنان ، الذي صلبوه خلال سنتين ، نقدمه في الصورة والواقعة والوثيقة ، أردنا حبسه بين دفتي كتاب ، أردنا لملمة جراحاته وحشرها في حبر وورق ، ، لأننا أردنا ونريد أن لا تتكرر المأساة مرة ثانية بالشكل الذي وقعت فيه أو بشكل آخر ، أردناه كتاباً يتكلم بصمت ليدافع عن الوطن ، وليهاجم من أجل الوطن أيضاً .
وها هي الحرب ، الحرب التي أرادوها تارة لبنانية ـ لبنانية وطوراً لبنانية ـ فلسطينية ، هذه الحرب ها هي تسقط ، فلا انتصار ولا كسب . الانتصار كان للذين لم يريدوا استمرارها ، فلم تستمر تقتيلاً وذبحاً واقتلاع عين وقطع لسان ؛ استمرت حوالي السنتين ، لكنها سقطت في النهاية ، لأنها كانت ضد لبنان واللبنانيين ، ضد فلسطين والفلسطينيين ، وضد كل العرب ، وكانت تصب في طاحونة العدو الإسرائيلي مكاسب لم يكن يحلم بحجمها ولا بحجم الخسائر التي منينا بها لبنانيين وفلسطينيين.
هذه الحرب ، أكانت انتصاراً لك أو لغيرك ، لا يهمنا إلا أن ننقلها إلى بيتك ، إلى مكتبك إلى كل زاوية في بيتك ، إلى أولادك الصغار والكبار ، إلى كل الذين أتوا والذين سيأتون نريد نقلها إلى بيتك حرباً بين دفتي كتاب ، علها تكون حرباً على الحرب نفسها ، وعليك إذا كنت أحد مسببيها أو من موقديها ، أو من الذين صبوا عليها زيتاً ، أو من الذين لم يطفئوها .
هذه الحرب ، كان يمكن أن تكون شريفة، لو ان كل الذين خاضوها ، أو معظمهم كانوا شرفاء ، لكنها ضمت في حناياها الثائر والمناضل ، كما ضمت اللص والمجرم المحترف ، والقاتل والسكير والجاهل ، لقد ضمت في حناياها محبين للبنان ولفلسطين وللعرب ، تماماً كما ضمت طوابير الفاشية والتعصب ضد اللبنانيين والفلسطينيين على السواء .
وكان يمكن أن تكون حرباً مشروعة منطقية ، ففيها الكثير من اشكال النضال وممارساته ، لكنها وصلت إلى أن تكون ضد اللبنانيين كشعب وضد الفلسطينيين كشعب . فكان لا بد أن تتوقف ، وتوقفت بالفعل ، ويكاد لبنان يفقد ، ليس صيغته أو نظامه ، أو بنياته الاقتصادية والسياسية فحسب بل يكاد يفقد ذاته . وأمام ذات الوطن ، أمام اقتطاع أو بعثرة تلك الذات، هان الكثير ، فتوقفت الحرب على أشلاء شهداء وضحايا ماتوا بدون إسم وبدون هوية ، تماماً كما دخلوا تلك الحرب بدون إسم ولا هوية .
توقفت الحرب بعد سنتين تماماً من الحرب الحرب .. والسلام الذي كان يأتي متأخراً ، متردداً متقطعاً ، لكنه جاء في النهاية ، سلام قوة ، وقف بالحرب عند حدود .
وها نحن نقدم الحرب بقتالها الوقح وسلاحها الخجول . فوسط جولات الاقتتال المتوالية ، كانت بعض جولات سلام ووساطة شكلت محطات ومنارات أكدت رغبة لبنانية بالبقاء ورغبة عربية بالوفاق ، ورغبة دولية بالتوقف ، أياً كانت النتائج .
وإذا كنا معنيين ، في هذا الكتاب ، بالحرب وويلاتها ، بتناقضاتها ومراوحتها بين أن تكون أو لا تكون ، أن تستمر أو لا تستمر ، فاننا نقدمها على حقيقتها ، بالشكل الذي وقعت فيه ، وبالبشاعة التي رافقتها حوالي السنتين ، نقدم الحرب لنقول لك دعك من الحرب .. الحرب ماض ، ولنتطلع إلى الحاضر والمستقبل . لنتطلع إلى البديل الذي يجب أن يكون لذاك الموت كله ، لنتطلع إلى الثمن إلى بعض ثمرة مما حدث . ولن يكون أي حاضر أو مستقبل بعيداً عن هذا
المنطلق المطلوب :
أولاً ـ لبنان يجب أن يستمر واحداً في شعبه ، وأرضه ، ومؤسساته السياسية والثقافية والاقتصادية . والذين كان المأخذ عليهم غربتهم عن لبنان وغربتهم فيه ، ها هم يحمون وحدته بصدورهم .
ثانياً ـ ان الشخصية الوطنية الواحدة للبنان ، لا بد لها من أن تتكامل مع الوحدة القومية للعرب ككل ، أمناً واقتصاداً على الأقل . ولقد أثبتت الحرب حتمية الانتماء العربي للبنان ، ان عندما أخذ العرب على عاتقهم أمنه الذي أصبح حقيقة ، أو عندما سيأخذون على عاتقهم إعادة بنائه وتعميره . وأثبتت الحرب أن العالم لا يستطيع النظر إلى لبنان، إلا في إطار المنطقة العربية ، خاصة في عصر الدول الاتحادية ، فلا قبل العالم بتقسيم لبنان ولا قبل بعزلته عن العرب .
ثالثاً ـ الإثم الإسرائيلي الذي أصاب شعب فلسطين ، وأصاب أكثر من قطر عربي ، وصلت عدواه إلى لبنان ولو متأخرة ، فدفع لبنان قسطه في الصراع مع إسرائيل ثمنا باهظاً من أرواح مواطنيه ومن وجوده كوطن . من هنا أصبح من الصعب على لبنان أن يعود إلى شعار انه غير معني بالحرب مع إسرائيل ولا بقضية الشرق الأوسط ، بل ما زال في هدنة مع إسرائيل تعود إلى نهاية الأربعينات . لقد اقتنع بانتمائه إلى أزمة الشرق الأوسط ، بعد أن وصلت الحرب إلى
أعماقه ساخنة مدمرة ، ولذلك سيجد نفسه بين من سيجلسون حول مائدة مؤتمر جنيف ، مؤتمر التسوية في الشرق الأوسط إذا حدث و انعقد .
رابعاً ـ ثم ان الحرب أعادت لبنان إلى نفسه ، عله يربحها ، بعد أن كاد يخسرها ويربح العالم . لقد هزته الحرب هزاً عميقاً أثار فيه الوعي ، أملاً في أن يخطو الوعي الوطني بلبنان خطوة نوعية إلى أمام فيحسم الخلاف على الصيغة السياسية للحكم ، باعتبار أن التعايش الوطني ، ووحدة الوطن ، ووجوده ، كلها تشكل حقائق لم تستطع حتى هذه الحرب طرحها على طاولة نقاش فهي حقائق ليست مجالاً للشك كي تناقش. ما بعدها يبدأ الحوار والنقاش : أي نظام وليس أي وطن ؟
أربع حقائق وأكثر ، تشكل حاضر لبنان ومستقبله ، بعد الحرب المدمرة .
وكما أردنا نقل الماضي في هذا الكتاب ، ها نحن قد طرحناه معطيات للمستقبل أملاً في أن يكون مشرقاً ، مستقراً ، بناء لخريطة وطنية متماسكة وعدالة اجتماعية تشمل اللبنانيين كافة وطموحنا أن تقرأ معنا أنت أيضاً في الصورة ، والوثيقة ، والحدث ، ذاك المستقبل المشرق الناشر
تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.
Additional information
Weight | 1.5 kg |
---|---|
Dimensions | 1 × 1 × 1 cm |