مُذكرات رستم باز – فؤاد افرام البستاني
مُذكرات رستم باز – فؤاد افرام البستاني
$42.00
Description
منشورات الجامعة اللبنانية – قسم الدراسات التاريخية – مُذكرات رستم باز حققَ نَصَهَا وَنَشَرهَا مَعَ مُقَدَّمَةٍ وَحَواشِبُ وَفَهَارِسُ فؤاد افرام البستاني رئيس الجامعة اللبنانية – بيروت ١٩٥٥
Softcover book, 25×18 cm, 155 pages
نبذة عن المقدمة
لا يخفى ان فترة السنوات العشر التي قضاها بشير الثاني في المنفى هي من اغمض الفترات في تاريخ الامير الكبير ، وبالتالي في تاريخ لبنان عامة. فلا وثائق تحفظ ، ولا اسانيد تدوّن ، ولا روايات تتناقل ؛ الا ما كان من اوامر موجزة رسمية ؛ واشارات مقتضبة في التقارير
الدبلوماسية ؛ واوصاف نادرة في اقوال بعض الزوّار ، واهمها وصف او بيتشيني على اثر زيارته الامير المنفي ، ولا نعلم انه نقل الى العربية ؛ وحكايات متضاربة تختلط فيها المبالغة بسوء التقدير . وليس في جميعها مادة كافية لتأريخ تلك الحقبة البعيدة الأثر في تطوّر نظام الحكم اللبناني ، ولا معالم واضحة في تصوير تلك المرحلة الاخيرة المؤلمة من حياة رجل جبار طالما فرض شخصيته القوية على احداث الشرق الادنى ، مدة نصف قرن .
فكان ، والحالة هذه ، للمذكرات التي ننشرها اليوم قيمة المستند الأصيل ، واثر الشهادة العيانية ، وطراءة الوصف المباشر . وقد دوّنها رجل قوي الذاكرة، شامل الوعي ، حاضر الذهن ، بارز النكتة ، صائب الحكم ، مجتهد في التجرد عن كلّ نزعة ، على ما كان في قرارة نفسه على الامير ، قاتل اجداده ، من مبررات الحقد ودوافع الثأر . بيد ان الامير – وكأنه اسف لما بدر ، فأراد لأم الجرح وتخفيف الكارثة ، والتعويض عن الخسارة – عطف على من تبقى من ابناء باز، واختصهم لنفسه ، ومنهم الياس ، والد المؤلف ، ثم ابنه رستم . وقد رافقه هذا في منافيه كلها على كثرتها ، وطول ابعادها ، ومشقات مراحلها في مجاهل الأناضول صيفاً شتاء ، وما اكتنفها من قلق واضطراب وايجاس ومخاوف مادية ومعنوية . فكان نعم الخادم الامين ، ونعم العون المخلص ، ونعم المستشار الحكيم في جمهور من الحاشية تجاوز المائة من ابناء ، وبنات ، وانسباء ، وكتاب ، وخدم ، ومماليك ، وعبيد « لم يوجد بينهم واحد له عقل » ، كما يقول صاحب المذكرات ، متألماً لدى بعض ما كان يأتيه جهال الحاشية من مظاهر التهوّر والتبذل والشطط في بلاد غريبة ، وما كان يبديه عقالهم من قلة الاهتمام – عجزا او اهمالاً – بنصح شیخ “ابن اثنين وثمانين سنة ، مكروه من الدولة وأهل بلاده .” فكان رستم باز ، وهو اصغرهم سناً ، يتأمل معتبراً ، ويحفظ واعياً ، ويخدم الامير مخلصاً في كل ما يعهد به اليه . وكان من ثمرة ذلك هذه المذكرات التي ننشرها عن نسخة المؤلّف ، بعد ان نمهد بكلمة فيه وفيها .
المؤلّف
هو رستم بن الياس بن طنوس بن باز ابي شاكر الماروني ، الديراني . كان جده طنوس شقيق جرجس باز مدبّر الامير بشير ، وشقيق عبد الاحد باز مدبّر اولاد الامير يوسف ؛ وهما الاخوان اللذان قضى عليهما الامير في يوم واحد ( ١٥ ايار ١٨٠٧ ) ، نتيجةً لمؤامرة فصل احداثها صاحب المذكرات ” .
وكان اخرهما طنوس قد توفي ، قبل ذلك ، بالطاعون في عكا ، اذ كان مرتهناً فيها مع اخيه فرنسيس وابنه الياس ، لدى الجزار ، عن ابناء الامير يوسف . فلما ألح بونابرت بالحصار على عكا ، وقطع عنها كلّ مدد من ناحية البرّ ، وقلت موارد التغذية واساليب النظافة ، تفشت
الأمراض بتفشي الأوساخ ، فظهر الطاعون جارفاً المئات من الجيشين . وكان من جملة ضحاياه طنوس باز المذكور ، واخوه فرنسيس . ولم يبق الا الشاب الياس ، فاهتم به الجزار ، ونقله الى مكان منعزل ، فوقاه الخطر ؛ حتى اذا انفرجت تلك الأزمة ، عاد الياس الى دير القمر
ملتحقاً بعمه جرجس . ثم اتجه الى جبيل. فكان عند عمه عبد الاحد، يوم هاجمه رجال الامير حسن . فاشترك في الدفاع دفاع الابطال ، حتى اذا اقتحم المهاجمون فسحة الدار ، وكسروا باب الايوان ، واصيب عبد الاحد بالرصاص في خاصرته فرمى بنفسه من الكشك الى الجنينة،
لحق به الياس محاولاً حمله وتخليصه . فقال له عبد الاحد : “يا الياس ، خلص بروحك ؛ انا لم عاد في خير . والقوم الآن ملهيين بالنهب .” فودّعه الوداع الاخير . وتغلغل بين البيوت حتى قفز من البرج الى الخندق خارج السور ، ونجا بنفسه.
تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.
Additional information
Weight | 0.55 kg |
---|---|
Dimensions | 1 × 1 × 1 cm |