حرب الجبل في لبنان دفاعا عن الوجود والكرامة
$ 139.00
كتاب حرب الجبل في لبنان دفاعا عن الوجود والكرامة
- Description
- Shipping & Return
Description
كتاب حرب الجبل في لبنان دفاعا عن الوجود والكرامة – الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة – اذار 1978 – الدار التقدمية – لوحة الغلاف للفنان الدكتور سامي مكارم
Hardcover book with paper protection, 29×22 cm, 290 pages
مَدْخل
بعد عام من الغزو العسكري الكتائبي تحت مظلة القوات الاسرائيلية وبرعايتها وفي ظل حصار الحواجز الكتائبية ، وبعد عام من صمود ابناء الجبل في مواقعهم وتوجيههم الضربات القاسية للقوات الكتائبية الغازية ، التي كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تعيد كل مرة تثبيتها في مواقعها …. انفجرت غضبة الجبل على الغزاة الكتائبيين واسقطت خلال اسبوع حلم المارونية السياسية الممثلة اليوم بحزب الكتائب وقواته، بإقامة الوطن القومي المسيحي على اشلاء وجود المسلمين في لبنان، ولا سيما الدروز منهم.
مئات النداءات أطلقها زعيم الدروز وقـائـد النضال الوطني اللبناني الأستاذ وليد جنبلاط وأبناء الجبل لإزالة هذا الوجود العسكري الغريب الذي يهدد التعايش الأهلي ويدفع بالحرب الأهلية في منحى مصيري خطر .
عشرات الاجتماعات عقدت والاتفاقات أبرمت لوقــف التعديات والتحديات الكتائبية .. مناشدات اطلقت لكي تأخذ الشرعية دورها ، ومبادرات نفذت بإرسال قوات من الجيش اللبناني إلى منطقة الشحار الغربي، فكان الجيش أداة في يد الحكم الكتائبي وحليفاً يتساند والقوات الكتائبية على اخضاع ابناء الجبل للهيمنة الطائفية.
تنبيهات وتحذيرات جاءت من كل صوب لمسلك الحكم في زج الجيش اللبناني طرفاً في الصراع الدائر دون أن يتم توافق سياسي بين القوى اللبنانية على ذلك بخاصة المسلمين الدروز الذين اذكروا خطورة انتشار جيش يقوده العقل والتخطيط الكتائبيان على وجودهم وكرامتهم. هذا الحكم الذي تقاسم والكتائبيين السلطة على بيروت الكبرى واستباح جيشه مرتين بيروت الغربية الإسلامية الوطنية بأقسى مما تفعل جيوش الغزو الأجنبي.
وكان التحدي يأتي هذه المرة من أمين الجميل، الذي أوصلته الدبابات الإسرائيلية إلى رئاسة الجمهورية، فيعلن اطلاق يد الجيش في اقتحام الجبل عنوة عن أهله وعنوة عن طائفة بأكملها كانت وما تزال الركن المتين في بناء لبنان. وكان التحدي أيضاً يأتي من بيار الجميل رئيس حزب الكتائب معلناً الحرب على أهل الجبل “ولينتصر الأقوى !” فكان الجبل قوياً على التحدي وعصياً على المؤامرة الهادفة لإخضاعه للهيمنة الطائفية.
و في أيام تحقق للعالم من هو الأقوى في حرب الجبل لقد انتصر المدافعون عن أرضهم ووجودهم وكرامتهم وانهزم الغزاة المقامرون بمصير الشعب والوطن وبمصير المسيحيين في سبيل مشاريع التسلط السياسي والهيمنة الطائفية .
خلال عام كامل كان الدروز بزعامة وليد جنبلاط وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي يعيشون في محنة قاسية، يستعيدون معها التاريخ ذكريات موجعة وحية . لقد فرضت عليهم الحرب فخافوا منها على مصير وطن كانوا بنـاتـه
الأساسيين، وعلى عيش مشترك حافظوا عليـه فـارتـد ، بتخطيط عقلية التسلط والاستفراد ، ناراً على الأبواب وعاصفة بين جدران الوطن ولو خافوا الحرب للحرب لكانت بين ايديهم خيارات تكفي المؤمنين شر القتال. لقد خافوا عواقب الحرب وما خافوا منها، وهم فيها أسياد . مشهود لهم من العدو قبل الصديق .
قبلوا التحدي دفاعاً عن وجودهم وعن كـرامـة هـذا الوجود، فما تخلوا لحظة عن تأكيد هدفهم في الحفاظ على وحدة لبنان والحرية الديموقراطية فوق أرضه وعروبة انتمائه والتزامه .
لقد عانى المسلمون الدروز طيلة عام من الحصار والتعديات، ما جعل جبلهم الأخضر بقعاً من الحريق وركاماً من الدمار يستقوون على الفناء المادي الذي أصاب ما بناه أجدادهم بأمل في الحفاظ على كرامة العيش في قناعة وبساطة كانت أساساً في مذهبهم وركناً من أركان قيمهم الاجتماعية والأخلاقية.. ولا غرو فهم من الفرسان وفيهم شهامة الفروسية.
مواسمهم الزراعية اتلفت .. اقتصادهم شل .. حياتهم الاجتماعية والثقافية اصابها انقطاع .. همومهم الانسانية والوطنية تعرضت للتحجيم أمام خطر الوجود . كرامتهـم أهينت على حواجز طائفية جبانة.. وكبرياؤهــم جـرح بشعارات كتائبية تدعو لاجلائهم عن أرضهم وتهدد بمحو تاريخهم ودورهم السياسي في لبنان.
لذا ما كان للدروز خيار سوى خيار القتال فاستعدوا له وأعدوا العدة. ووسط الضغوط الإسرائيلية الهادفة إلى اضعاف قدرتهم على المواجهة بهدف الانسياق في طلب الحماية، ووسط الحصار الخانق الذي استهدف معنوياتهم للصمود ، عاد الدروز إلى زمن الطرق الترابية وقوافل البغال يحملون عليها المؤن والذخائر . عادوا إلى حياة التقشف يملأون أوعية الماء من ينابيع القرى ، ويأكلون بسيط المأكل فتكيفوا مع حالة الحصار وأعادوا اندماجهم النسبي في طبيعة جبلهم القاسي الصخري الوعر . لم تكن مظاهر المدنية قد انغرزت في جلدهم بعد ، ولم تكن روح العيش الاستهلاكي قد اختلطت بدمهم بعد ، وما كانت قيم العصر الانتفاعي الفردي قد طغت على روح المثل الانسانية والجماعية التي تحلوا بها عبر التاريخ. فعرفوا كيف يجعلون من تقاليدهم البعيدة – القريبة عوناً على اجتياز المحنة .
الذين قرأوا من بعيد شيئاً عن تاريخ المسلمين الدروز ممن عايشهم وجربهم امتزجت في مخيلتهم الحقيقة بالخيال وأغلب الظن أنهم خرجوا بانطباع أن تاريخهم « اسطورة » .
لكن المتتبع لحرب الجبل الشرسة يشعر أن الدروز الذين خاضوا غمارها هم قوم قريبــون جـداً وفي الواقـع مـن اسطورتهم » .
طيبون حتى البساطة . قساة يستخفون بالموت الذي يصبح لعبة من تقاليد الفولكلور الشعبي عندهم كالسيف والترس. يدافعون عن وجودهم بصبر وينفجرون عاصفة هوجاء عند الخطر الشديد.
يعتبرون فن الحرب بعضـاً مـن تقـاليـدهـم فما زالوا يستخفون بالتدريب والتنظيم العسكريين ولا ينصاعون له بسهولة. معاركهم معارك جماعات قروية وعائلية وتوزيع المهات يطابق تنظيم الأسرة. رجل محارب وامرأة تعنى بالتموين وبالجرحى واطفال يساعدون في المراسلات.
عندما دقت ساعة الصفر في حرب الجبل كانوا يتسابقون إلى المعركة ويدخلون غمارها في إقدام بلغ حد التهور مما عطل الكثير من الحسابات العسكرية للعدو وأبطل كثيراً من الخطط . ورغم ما في ذلك من سلبيات أكيدة على وضعهم العسكري، فإنهم يعتبرونه مظهراً من مظاهر التفوق المعنوي الذي به يستطيعون التغلب على عدو منظم ومدرب ويملك امكانات مادية كبيرة ويجند اعداداً بشرية تفوقهم أضعافاً حوالي ثلاثماية ألف درزي لا أكثر جماعة بينها وبين جبل لبنان امتزاج يصعب فك ارتباطها به.
وهذا الكتاب بجهده المتواضع والسريع في تسجيـل الوقائع البارزة من حرب الجبل شاهد وشهادة.
تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.


















