تاريخ الأزياء اللبنانية من العهد الفينيقي

Description

كتاب تاريخ الأزياء اللبنانية من العهد الفينيقي حتى اواخر القرن التاسع عشر – ماجد بو طانوس
(Used but still like new) Hardcover book, 29×22.5 cm, 223 pages

تقديم

إن خوض غمار التأليف والتأريخ للأزياء اللبنانية مغامرة شاقة وقاسية، تستدعي الغوص في أبعاد المصادر التاريخية وأعماق المناهل الفنية، وتتطلب من الباحث ان يتقن فن المراوحة بين أناقة الكلمة وسحر الشكل وروعة النسيج، ليخلص أخيراً الى تصوير تاريخ الأزياء الوطنية ورسمها بالحرف والخط.

حمل ماجد بوطانوس هذا الشغف، والتزم هذه المهمة؛ فحُقِّ له علينا المشاركة في التقديم والمراجعة، وضبط المنهجية التاريخية وبالتالي، المساهمة في إخراج هذا السفّر الفني إلى حيز النور والانتشار.

لا يتوخى المؤلّف في طيّات هذه الصفحات، كتابة تاريخ لبنان، وإنما يستخدم التأريخ وسيلة ليضع الأزياء وأنماطها وأشكالها المختلفة الدرجات، في إطارها التاريخي العام. فذكر بشكل مختصر وسريع بمراحل تاريخ لبنان، مبتدئاً بالحقبة الفينيقية، معرّجاً على تاريخ اليونان والرومان والعرب والصليبيين، ماراً بالعهد العثماني والإمارتين المعنية والشهابية، وصولا إلى نظام المتصرفية …. أطلعنا، باسلوب منمنم أخاذ على التأثيرات التي هبت على لبنان، وطبعت أزياءه، المتمثلة باللباس والشعر والزينة بطابعها الخاص. رسم ملامح التداعيات الحضارية التي واكبت الأحداث التاريخية، وجعلت أزياء كلّ مرحلة تفصح عن واقعها الجغرافي، وارتباطها الزمني وهكذا أغنت المعطيات التاريخية الأزياء والخطوط التزيينية العامة، التي حلّت في هذه الصفحات متهادية متمايلة كتهادي حوريات البحر على الشاطئ اللازوردي الدافئ.

أحبّ الأزياء وارتقى بها الى الإبداع والخلق. وثق تاريخها وبوب أقسامها، فأتاح لها ان تكون حاضرة مستدامة، وحية ترزق؛ ففوّت بذلك خطر فقدان هذا التاريخ من الوجود؛ فمن أضاع جذوره وأصوله، أضاع ماضيه وخسر المستقبل، وفَقَدَ هويته.

لقد نجح ماجد بو طانوس في جمع عالم الفكر والتأريخ المجرّد، إلى عالم الإبداع الملموس والمحسوس، فأسّس بذلك لذاكرة تراثية مترابطة الحلقات، بدأت مع أزياء العهود التاريخية الأولى، وانتهت بعصر الانفتاح والتمازج بين النمط الشرقي والطراز الغربي في مطلع القرن العشرين.

خطّ المؤلّف هذا الكتاب برهافة عالية وإحساس دافق. دبجه بإلهام الفنان المؤمن بهويته الفنية إيمانه بهويته التراثية . فتميّز كتابه بسلاسة السكب ورونق التقطيع والتفصيل، وتحلّى بصدق التعبير والرؤية والانسياب بتسلسل منطقي جميل، وزانت صفحاته الموهبة الراسخة والثقافة العالية.

هنيئاً لنا بهذا المولود الجديد الذي يؤرّخ للأزياء اللبنانية، فيثري المكتبة الفنية التاريخية؛ ومبروك للمؤلّف هذا الإصدار الذي قد يشع في بوتقة التراث الوطني، ويحيا في دلال المحافظين على هذا الإرث من عشاق الحرير البديع، المنسدل على قدود أجمل الرشيقات الفاتنات.

الدكتور عبدالله الملاح

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.