الزجل اللبناني – شعراء ظرفاء – جوزف ابي ضاهر
$ 12.90
الزجل اللبناني – شعراء ظرفاء – جوزف ابي ضاهر – دار كنعان
- Description
- Shipping & Return
Description
كتاب الزجل اللبناني – شعراء ظرفاء – جوزف ابي ضاهر – دار كنعان
Softcover book, 21.5×14 cm, 216 pages (Used book but still not opened)
الكلام الفرح
قرع الشعرُ باب القلب مرتين :
مرة للكلام الغَزَل، ومرة للكلام الفَرَح، وفي الحالتين شوق الى لهفة تسكن عصب المفاجأة .
الكلام الغَزَل، إنخطاف الى ولهِ ورغبة وأحلام، والى وعود ومواعيد وعتب وحب .
والكلام الفَرَح ، إنشداد الى مسافات ضوء، و«عصف» نسيمات تقتلع غبار التعب والهم، لينبت زهر الارتياح.
بحت بالكلام الغزل وقلبي بين الشفتين يُزهر . وكتبته بالنبض، والحروف العطر، وباللهب على ذكر امرأة تختصر الما قبل والما بعد. ولم أكتف .
ضَربتُ العطش وشماً على صدري وسكنتُ المفارق والدروب «عصفور وهج» يبحث عن «وردة البال».
أشعلت الشمس قنديلاً، وراقبت المغيب. فلا الفجر تأخر، ولا العشايا إستمرت.
ورويتُ الكلام ،الفَرَح والمناسبات سهر وسَمَر وكأس وطيبات تزداد حين البوح على خفرٍ، يضم الجهر ويرتاح .
الكلام الفرح، لأعلام شعر هم بين الماضي البعيد، والأمس القريب والحاضر المعاش ،قالوه وتناقلوه ولم يطلع الى النور – في معظمه – حتى لا تقوم القيامة، ويُورق الغضب والعتب في عيون أحبة وأصدقاء.
كنت كلما رويته أستعذب التطييب والتهليل، واللهفة بالاعادة و«كل» يطلب المزيد ويسأل عن حق في الحفظ
وعدتُ بجمع ما في البال وفي الدفاتر العتيقة، وفي صحف ومجلات، وعلى شفاه رواةٍ وسمّار ،وجمعت واذ بالمجموع يفوق التصوّر والاعتقاد. لكن كيف السبيل الى نشر ما جُمع، ومعظمه “يسقط” من حقوق النشر، لأن فيه “الكلام الفاضح”، أو الكلام الذي يسمّي من لا يقبل بأن «يُخَلّد» عبر الفكاهة منه وعليه.
واقتطع المقص القليل من الكثير. فنسقته، وحددت مناسباته، وحملته الى النور، كي لا يضيع في عجقة البال، ويندثر بعد سنوات، ويُنسى .
شعراء ظرفاء؟ وما أكثرهم وما أمتع ما كتبوا، وما قالوا، وما ارتجلوا، وما نشروا ما أخفوا لكن مهمة حصرهم، أو جمعهم في عمل واحد متكامل مهمة صعبة لا بل مستحيلة، لأن العدد يفوق الخيال، اذ ليس من لبناني لا يقول «قرادية ظريفة عند الحشرة».
أما الأعلام، فبعضهم يستبعد ذاته ويسكن التكابر. وبعضهم الآخر، يسكن الاهمال ولا يتذكر. وأما الذين غابوا فحال الوارث بعدهم ليس بأفضل حال.
لذا اقتصر الجمع والتبويب والتنسيق على أسماء توافرت مادة نتاجها. فكانت مثالاً، لا حصراً، لشعراء ظرفاء سكبوا من أرواحهم في كأس الابتسام. فرفعناها على اسم الشعر والفرح… وشربنا.









