مِن الساعة الخامسة والعشرين إلى الأبدية

Description

كتاب لفيرجيل جورجيو: مِن الساعة الخامسة والعشرين إلى الأبدية – ترجمة حليم عبدالله 1979 – 19.5×13.5 cm, 150 pages

مقدمة

تقرأ هذا الكتاب فتحار في أمره . أهو قصة مأساوية أم كتاب في اللاهوت والفلسفة الكنسية ؟ أهو سيرة ذاتية خاصة ، أم تاریخ اجتماعي سياسي عام ؟

في الواقع هذا الكتاب هو كل ذلك . يقص عليك مأساة کاهن روماني ، أب لستة أطفال . عاش لرعيته وشعبه ، ولم يعش لذاته . لم يثنه فقر ولا جوع ولا حفا ولا تعب ولا ظلم ولا اضطهاد عن القيام بواجبه الرعائي. كما يسرد سيرة المؤلف الذاتية وقد أثرت به حياة والده قسطنطين من وجهتي “الدم والروح” فتمسك بايمان ذاك الكاهن القديس ، واختار نفس الرسالة ، الكهنوت ، ليتقرب بها من الله.

وانت واجد في الكتاب حلولاً لمسائل لاهوتية وكنسية لوترجية ، ذات شأن وأهمية ، مؤداة ببساطة متناهية ، ووضوح لا يخفي أي لبس ، ولا يثير أي تساؤل ، وإن كان المؤلف قد أودعه شيئاً من الظرف والفكاهة والدعابة المستحبة.

امتزجت فيه السيرة الذاتية بالسيرة الجماعية ، سيرة الفرد بسيرة الجماعة ، الكاهن بالرعية ، المسيحي بالكنيسة ، التاريخ الخاص ، بالتاريخ العام ؛ فجاء الكتاب صورة عن الكنيسة المعذبة ، المضطهدة على الأرض ، وللمسيحي المضطهد من أجل إيمانه ، ليس فقط في رومانيا ، بل في كل وطن ، وكل بقعة من بقاع الأرض.

هكذا كانت الكنيسة على مدى العصور ، معذبة ، مضطهدة . إضطهدها شياطين الأرض : ساسة ، وغزاة ، وقواداً ، وتجاراً ، ويهوذيين ، ونيرونيين ينتسبون الى الشرق، او الغرب ، الى اليسار او اليمين ، من الأزل الى الأبد .

وانتصرت الكنيسة ، وستنتصر دائماً لأن جذورها في السماء وفي عمق أعماق التاريخ. فلن ينال منها الاضطهاد والتنكيل، والتجويع ، والتخويف، والحرق ، والتدمير والشنق والصلب. “فأبواب الجحيم لن تقوى عليها” . فإن أمات الغزاة والجلادون الجسد ، فما نالوا ابداً من الروح.

هكذا ، يحمل اليك الكتاب وجع الفرد والجماعة ، المسيحي والمسيحيين ، الكاهن والرعية ، الإنسان والإنسانية . وجع الذين ماتوا والذين يحيون في الحاضر ، والذين سيولدون ، في كل المساحات والإتجاهات المسطحة التي تشير اليها إبرة البوصلة ، فترثي لحالهم ، وحالك.

ويحمل اليك ايضاً فرح كل اولئك الذين ماتوا بالجسد ، وتغربوا عن أوطانهم ، وبلدانهم ، وارزاقهم ، وبيوتهم وجلودهم ، فتصفق لانتصارهم او تصفق لانتصار نفسك.

فيا “ابونا” حليم ، يا ابي في الروح ؛ ويا « حصان » يسوع انت الآخر ؛ ويا ايقونة من بلادي بشفافية ماء ينابيعنا، شكراً لك على حسن اختيار هذا الكتاب الأجنبي من بين الكتب جميعاً – فعربته ، وتبنيته بالروح ، كما تبنيت الانسان في بلادي – لا لأنه يمثل كاتباً اسمه فرجيل جورجيو او والده ، وشعباً ارثوذكسياً رومانياً ، بل لأنه يمثلك انت كاهناً، ويمثلنا نحن رعيتك المسيحيين اللبنانيين ، وابناء الإنسانية المعذبة. قد نفترق انت ونحن عن اولئك “الخالدين” بالجغرافيا ، غير اننا نلتقي بهم في التاريخ ، ونشبههم في الأقمصة الجلدية والصلبان ، او بالحري هم يشبهوننا بها . فنشفق عليهم اذ نشفق على انفسنا ، ونؤاسيهم اذ نؤاسي ذواتنا.

وشكراً لك على أمانتك العلمية في النقل والتعريب وعلى الأداء الأسلوبي الطيع ، الرشيق والشفاف.
أو تعلم يا “ابانا” انك تكتب كما تصلي ؟ بحرارة ؟

في ٧٩/٨/٢٨
انطوان داغر

ولد فيرجيل جورجيو في ١٥ ايلول ١٩١٦ في روسبياني من اعمال رومانيا في مقاطعة مولدافا . خرج من هذه المقاطعة اكبر الشعراء واشهر الكتاب . درس فير جيل في جامعتي بوخارست وهايدلبرغ .
له عدة مؤلفات ، منها : الساعة الخامسة والعشرون (١٩٥٢) . الرجل المسافر وحده ( ١٩٥٤) . يوحنا الذهبي الفم (١٩٥٧) . حياة محمد (١٩٦٣) . القميص الجلدي (١٩٦٦) . وغيرها .
انه يقيم حالياً في باريس . وقد سيم كاهناً سنة ١٩٦٣ في الكنيسة الارثوذكسية .

تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.