رحلة في لبنان – رئيف خوري
$ 58.00
مباحث اجنبية في تاريخ لبنان – رحلة في لبنان في الثلث الأول من القرن التاسع عشر – رئيف خوري
- Description
- Shipping & Return
Description
كتاب مباحث اجنبية في تاريخ لبنان – رحلة في لبنان في الثلث الأول من القرن التاسع عشر – مزينة برسوم يدوية من الطبيعة والآثار اللبنانية – اختار فصولها وعربها عن الانكليزية رئيف خوري من كتاب سوريا والأرض المقدسة وآسيا الصغرى، الخ الخ ….
تأليف جون کارن – منشورات دار المكشوف Softcover book, 1948, 20×14.5 cm, 292 pages
مقتطق من المقدمة
هذا الكتاب، في اصله الانكليزي الكامل ، يتجاوز لبنان ليدور بسطوره ورسومه على هذه البقاع الاناضولية والسورية واللبنانية و الفلسطينية كلها. وهو يرجع القهقرى في تاريخ البقاع ، الى قرن ونحو ربع القرن – اعني الى ما قبل الحملة المصرية ايام محمد علي وولده ابراهيم السنة ۱۸۳۱ . وكان سطوره ورسومه المنقولة نقلاً فنياً عن امجاد الطبيعة وآثار الانسان في هذه البقاع تزيح ، في الخيال ، سدولاً عتيقة علاها الغبار لتنبسط من وراء هذه السدول مسارح للحياة في ذلك الزمان النائي ، في هذه البقاع التي هي بقاعنا خاصة او قريبة منا ، وشيجة اللحمة بنا.
اما المؤلف جون کارن John Carne فيظهر انه مبشر مسيحي توراتي العقلية ، لا ينفك يستعيد كلمات انبياء التوراة ، ولا يفتأ يذكر السبت على اعتباره اليوم المقدس في الاسبوع.
لكن الذي يظهر كذلك ان المستر جون كارت ، هذا ، اديب ايضاً وذواق فن وملم بالتاريخ. ومن هنا قيمة كتابه . فهو بوصفه اديباً يحيط بتصوير ايجاد الطبيعة وآثار الانسان وألوان الحياة وعاداتها في هذه البقاع . ثم هو بوصفه ذواق فن أبى في رحلته إلا ان يصطحب رساماً ، بل رسامين يدويين نقلوا له لوحات من امجاد الطبيعة وآثار الانسان وعادات الحياة وألوانها في تاريخ هذه البقاع الحافل الغني . ثم هو بوصفه ملماً بالتاريخ قد زود مؤلفه مقداراً من معلومات وملحوظات لها في ميزان الاطلاع قيمتها ونفاستها.
لكن ، بالطبع ، ليس لي ان اسكت على شيء استرعاني ، فانا حريص ان لا يفوت القارىء . ذلك ان المؤلف – مذ كان مبشراً – لا يفتأ يصدر عن انفعالات واحكام تأثر فيها بدعوته او بحرفته . فهو يتصدى احياناً لامور مذهبية يعتبرها ضلالاً أو عصية ، لكن ليدعو جهراً او خفية الى امور مذهبية على طرازها . فهذه وامثالها مما ورد في اصل النص ، وهو سبب مشاحنة او خارج على الموضوع ، قد آثرت ، في اغلب الاحيان ، ان اضرب عنه صفحاً مع الايماء اليه في الحاشية ايماءة عابرة امانة للنقل .
،
بقي شيء آخر : ان المؤلف ، جرياً على تقاليد الادباء الغربيين في نظرتهم الى الشرق – ولا سيما هذه البقاع منه – ، انما ينصرف الى شبه استغراق صوفي في انفعالات نفسية ازاء روائع الطبيعة عندنا وذكريات التاريخ وألوان الحياة والعادات القروية ، ولا سيما حياة الفلاحين الصغار وعاداتهم . فالشرق مطاف احلام روحانية ، ومثار أخيلة من مجد غابر ، ومطمأن اعصاب ارهقها ما يجهد الغرب في سبيل « المادة » . والشرق الى ذلك يحتاج الى معلم مستعمر ، او ، على أيسر تقدير ، الى مبشر ينظف عقائده من عناكب الخرافة …
وما أخالني في حاجة الى ان احذر القارىء من قبول هذه الدغدغات الرومانطيقية التي اكثر لنا بذلها كتاب الغرب ، من مبشرين وغير مبشرين ، ليرضونا – من جهة – بما قسم الله لنا من جلال طبيعة ومجد تاريخ وهناء عيش على حصص صغيرة من الارض ، ثم ليقنعونا – من جهة اخرى – بحاجتنا الى المعلم الغربي مستعمراً او مبشراً.
وهكذا ترى ، يا قارئي ، ان معرفتي بهذا السفر الضخم المطبوع سنة ١٨٣٦ ، في لندن ، في ثلاثة اجزاء ، مزيناً بالرسوم النفيسة ، قد تطورت الى طول معاشرة في ترجمة اقتصرت على الفصول ذات الصلة بلبنان خاصة ، فكان هذا الكتاب الذي استولدته ذلك السفر الضخم ورتبته على وجوه ، بادئاً ببيروت ، منتقلاً منها عبر طرابلس الى الشمال ، ثم مستأنفاً عبر الدامور والمتن الى دير القمر والباروك ، ثم منقلباً الى بعلبك والعاصي ، ثم منتهياً الى صيدا وصور ، متطرقاً الى استلحاق بعض فصول ان لم تكن عناوينها مما يدخل مباشرة في الاطار اللبناني فهي به قوية العلاقة والارتباط.
وهو كتاب رضيت بان اخرجه لك ايماناً بنفع مادته التاريخية ، ويقيناً بان ما لا يصح منه ان يكون موضوع الموافقة جدير بان يكون مثار النقد والتعمق والتفكير.
رئيف خوري
تقع المسؤولية علينا لإرسال الكتاب الذي تطلبه، من خلال بريد سريع برقم تتبع ، مما يضمن استلام الطرد. قد يستغرق وصول الكتاب ما بين يومين وخمسة أيام ، وفقًا للبلد الذي تم إرسال الكتاب إليه.











