Home/

كتاب شظايا الورد

كتاب شظايا الورد

$17.95

كتاب شظايا الورد – ماري خوري… هذه قصتي للكاتب طوني ضاهر – 240 صفحة – قياس: 19.5×13.5 cm

Description

كتاب شظايا الورد – ماري خوري… هذه قصتي للكاتب طوني ضاهر – 240 صفحة – قياس: 19.5x13.5 cm

كلمة الأب بديع الحاج

غموض، شفافية، بساطة، عمق، قوة، ثورة، تسليم لله،… تناقضات! لا بل مزايا! بل صفات! جمعت في شخص واحد.

حياة انسان، بل تاريخ الانسان على الأرض، خلقه، سقطته، صراعه مع الشر والخطيئة حتى خلاصه، منذ سفر التكوين حتى الصلب والموت فالقيامة.

هي حياة ماري خوري كما جسدها طوني ضاهر حبرا ً على ورق في هذا الكتاب. أسلوب مشوق، صدق في التعبير، يرسم طوني في قلمه كما ترسم ماري بريشتها. يصور لنا الأحداث فنشعر وكأننا كنا هناك.

قصة ماري خوري فردوس فجلجلة فصليب فقيامة.

يصور الكاتب طفولة ماري وكأنها آدم وحواء في فردوسها، “البيرة”، تلعب في جناتها ومروجها، تقطف من أزهارها وثمارها وتلعب في فيء أشجارها وملاعب مدارسها. عائلتها تعيش بسلام والفة وايمان ومحبة واتكال على الله. أم حنون عطوف حريصة على تربية أولادها أحسن تربية. والد موجه، أب مثالي يتعب أمام عائلته ويطمح بأن يصل أولاده الى قمة النجاح مكتنزين العزم والأخلاق، متسلحين بالعلم والايمان. أولاد متحابون يخافون على بعضهم البعض ويحملون هموم بعضهم البعض. عائلة متلاحمة، جيرة محبة، بلدة متماسكة… طفولة بريئة… طبيعة القرية اللبنانية الجميلة… هذا كان الفردوس، فردوس ماري خوري، فردوس السعادة الذي لا يدوم.

الجلجلة! لم يكن الله من طرد الانسان من الفردوس، بل هو الانسان الذي بسقطته وعصيانه حكم على نفسه بالطرد. هو الشر يتربص في الانسان، يحارب ولا يكل، يختار أرضا ً هادئة وتربة صالحة حتى يزرع فيها الشوك ويقتل الورد. هكذا انقلبت حياة ماري… خرجت من فردوسها، جردت من أحلامها وآمالها وغدها، غد لطالما حلمت بأن يكون مشرقا ً. لم تكن هي السبب، ولم يكن باليد حيلة. حلمها تكسر، شعورها جرح، جسدها مات وتسمر مدى الأبد على صليب الألم والاعاقة… من المسؤول؟ انسان تملكه الشر وانصاع له، انسان فقد انسانيته وأضحى عبدا ً لوحشية لا مبرر لها. مشهد غريب! صبية لم تبلغ بعد سن الرشد، معزولة وحيدة لا مساعد لها ولا معين، ومسلح أسلم ذاته للشر فأضحى آلة ً يقتل ولا يسأل.

وبعد؟ الفردوس؟ ماذا عنه؟ الفردوس، هو الروح القدس يعمل في الانسان، يساعده للدخول الى فردوس حقيقي. الفردوس هو أن يكون الانسان سعيدا ً مهما كانت ظروفه. كم من الناس تشقى وهي تملك كل شيء؟ وكم من معوز ومحتاج يعيش السعادة و وكأنه يملك كل شيء؟ “طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات” (متى 5/3).

الصليب! مسمرة كالمصلوب، مصلوب لأجل من؟ لأجل الانسان كل انسان. هكذا عمل الروح في قلب ماري، وهكذا فهمت بأن ميزة الانسان ارادته، بطولته تخطيه، قداسته صليبه. فالصليب أصبح علامة انتصار والموت أصبح قيامة. وهكذا بدأ مشوار ماري مع يسوع، مشوار تخط لجسد مثقل بالألم والاعاقة واللااستقلالية، مشوار شهادة حقيقية، شهادة للمحبة والتسامح والغفران، شهادة الخير ضد الشر. وها هي تردد مع القديس بولس:” ان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله” (1قور 1/18).

 قد تحولت ماري باعاقتها، كما يقول الكاتب، الى “أيقونة أوجدها الله بيننا حتى نتمكن من رؤية ضعفنا الذي لا ننفك دوما ً في اخفائه خلف أقنعتنا المزيفة” (الفصل الخامس ص13). ايقونة تشهد لمحبة الله، تشهد لصليب أضحى علامة انتصار على الموت والغضب، على الجور والعنف، في عالم كثر فيه الشر، وماري تصرخ مع مار بولس: “أنا قوي بالذي يقويني” (فيليبي 13/4).

طوني ضاهر ليس بكاتب وحسب، بل هو متخصص في علم النفس الاجتماعي وعلم الانثروبولوجيا. فنجد في متن الكتاب توجيهات في بسيكولوجيا الطفل، حيث يقول: “…فالأطفال (…) على الرغم من براءة أخلاقهم الا أنهم يتماهون بأهلهم يقلدون أفعالهم وخطواتهم كما لو كانت مرآة الحياة حيث لا حياة من دونهم ولا مثال يقتدى به” (الفصل الأول ص 31). رسالة للأهل ليكونوا مثالا ً صالحا ً لأولادهم الذين يراقبون تصرفاتهم بكل دقة وانتباه.

وعن تأقلم الانسان في بيئة جديدة غريبة عنه: “… فها هي تتعرف على أوجه جديدة تراقبها وكأنها غريبة عنهم دخيلة. فهذا الشعور يلازمنا عندما ندخل الى عالم غريب من عالمنا فنتصادم مع من يعيش في هذا العالم من قبلنا الى أن تتم المصالحة أو الصراع السرمدي…” (الفصل الأول ص 40).

هذه هي ماري خوري التي لا تزال تعيش كل يوم صليب الصراع، هي التي تقول: “ماذا تنفع يداي ورجلاي؟ لم أنا هكذا؟ كيف سأستمر وماذا سيكون مصيري؟!” ولا تتأخر حتى تجاوب نفسها: “لا أريد العدم ففي داخلي ينبوع من الأحاسيس الجياشة والعطاء اللامتناهي…”. (الفصل الرابع ص177).

نجح طوني ضاهر من خلال هذا الكتاب في أن يسلط الضوء على انسانة تعيش البطولة، بطولة الروح والعزم والايمان. كتابه هو أمثولة وشهادة حياة، حياة نحو القداسة.

ماري خوري بمحبتها وغفرانها وتخطيها وارادتها انفجرت سلاما ً تنشر شظاياها في كل اتجاه…

الأب بديع الحاج – بيت شباب 18/1/2016

كلمة المؤلف

كنت في حينها أبحث عن الأمل في السماء مع طيور أيلول المهاجرة الى البلاد البعيدة وأسألها عن مصدر القوة علها ترشدني لطيف ما أقتدي به. بيد أن الطيور سئمت من أسئلتي وارتفعت في التحليق حتى لا أتمكن من ازعاجها من جديد…. فقررت البحث في وجوه من حولي وهرولت معهم حتى تعبت فجلست على الرصيف وعرقي يقرع الأرض فكل البشر لديهم وجه مظلم…

تابعت البحث في ضجري فلقد اعتقدت أن الأمل غرق في دموع المتألمين التي لا تتوقف عن الانهمار…. بحثت تحت شجر الزيتون وفي أزقة ضيعنا وتحت قرميد بيوتنا الأحمر فلم أجد سوى الهواء العليل الذي ما انفك يلفح جفنتي…

بحثت في خيالي وضميري، في عيوني ومناجاتي وصلواتي وكبريائي فلم أعثر على شيء…. وعندما تعبت من البحث عن هذا الأمل وجدته…. وجدت ماري….

هي التي جردتها الأيام من أحلامها وجعلتها في الكثير من الأحيان أشبه بقارورة فارغة تلمع مع خيطان الشمس. ولكنها انتفضت…. ثارت…. جلست على كرسيها المتحرك ومسكت بريشتها وعبقت بالألوان رائحة الحياة. فهناك رأيتها منذ ما يقارب الخمس سنوات داخل مستشفى بيت شباب وتعلمت منها الكثير.

لقد تشاجرت مع نفسها في العديد من اللحظات وأعلنت الرحيل الى البعيد البعيد، وبحثت في وجودها وحنينها للماضي وفي جوارير ذاتها فلم تجد سوى ذكريات عتيقة وآمال وبضع صور تتلاشى مع الزمن… فما حدث كان صعبا ً… ولكنها علمت كيف تثور وتبني ما انكسر في داخلها لتعيد بناء جوهر الحياة…

لقد بكت كثيرا ً. فوسادتها تذكر قطرات الندى التي تراكمت عليها عندما كانت تغرق وجهها في طياتها علها تخفي ألمها الدفين الذي يخترق وجودها ليقذف بها للبعيد حيث الأحلام المعلقة. ولكن شمسها عادت لتشرق وان كانت تستتر خلف تلك السحابات الرمادية. فانتفضت من فراشها بعد أن لامس شعاعها وجنتيها وأدركت أن صباحا ً جديدا ً قد أتى، فلم يسعها سوى أن تعصر وسادتها وتفتح باب غرفتها فتركض عيناها تاركة خلفها ظلمة ما آلمها….

ما حصل في الماضي سيغيب مع قطرات الندى التي تنساب كالمطر مرنخة أقدامنا، فأنا ومنذ نعومة أظافري لا أعرف خفايا التاريخ وأبطاله وضحاياه… أسمع من هنا وهناك وأنتمي في نهاية الطريق لعالمي المزروع في وطني الحبيب لبنان. قضيتي الحب وأسلحتي ورود السلام وقائدي ربي.

ماري كتبت أحداث حياتك لا لأعيد بناء التاريخ والذكريات، بل لأبتسم معك وأخبر الآخرين عن حلاوة الفرح رغم الصعاب. فلنبتسم معا ً قدر ما استطعنا فهناك شخص ما يستحق أن يرى سعادتنا….

طوني ضاهر

Additional information

Weight 0.3 kg
Dimensions 1 × 1 × 1 cm