كنائس العذراء عند الموارنة في لبنان و العالم

Description

كتاب تاريخ المَوَارنة الديني والسياسي والحضاري – VIII – كنائس العذراء عند الموارنة في لبنان و العالم الأب بطرس ضو.

(السيدة – اسمر جبيل – سيدة أيليج…) Hardcover book – 417 pages – 22×15 cm

نبذة عن المقدمة

بمناسبة هذه السنة المريمية نصدر عدة أجزاء عن كنائس العذراء عند الموارنة في لبنان والعالم. بين العذراء ولبنان ارتباط وتلازم في الكتاب المقدس :

ينادي الله العذراء في سفر الأناشيد بقوله : “هلمّي معي من لبنان أيتها العروس، معي من لبنان أنظري، من رأس أمانة، من رأس سنير وحرمون، من مرابط الأسود من جبال النمور”. نشيد الأناشيد ٠٨:٤

في هذه الآية يعتبر الله لبنان وطن العذراء إذ يناديها لترافقه وتلتحق به وتشاركه الحياة والنظر منطلقة من لبنان. ويشير الى لبنان بالإجمال ثم يذكر قمماً معينة من سلسلة لبنان الشرقي مثل سنير وحرمون ولبنان الغربي مثل رأس أمانة (جبل الكنيسة المشرف على أمانة أي حمانا اليوم) ومرابض الأسود وجبال النمور وهي قمم لبنان الشمالي بین تنورين والحدث وحصرون وبشري. فلبنان في الكتاب المقدس رمز ما في العذراء من الخصب والصفاء ” أختي العروس عين الجنات وبئر مياه حية وأنهار من لبنان” . ان عين الجنات هذه هي حسب التقليد نبع بجوار صور اسمه “بركة السيدة”. ويُقال ان العذراء جلست عنده وشربت منه في رحلتها مع يسوع الى بلاد صور وصيدا.

ولبنان رمز ما في العذراء من الترفع “أنفك كبرج لبنان “، ورمز ما فيها من المجد والجمال و قد أُوتِيَتُ مجد لبنان وبهاء الكرمل والشارون فهم ينظرون مجد الرب وبهاء الهنا” ولبنان رمز ما في العذراء من السمو “ارتفعت كالأرز في لبنان وكالسرو في جبال حرمون.

وإكرام العذراء والتعلق بها سجية رافقت الموارنة ابتداء من مواطنهم الأولى في لبنان وسوريا وانتهاء بمواطنهم الجديدة في المهاجر وبلدان الاغتراب كالأميركتين وأوروبا وأفريقيا وأستراليا في الكنائس المارونية بسوريا وجدت كتابات عديدة تشيد بالعذراء أم الله ورسوم تمثلها وكنائس على اسمها من هذه الكتابات مثلاً تلك التي وُجدت محفورة على عتبة كنيسة دير سيتا في جبل باريشا : “باسم الآب والابن والروح القدس وأم الله .. ووجدت أيضاً في الكنائس والبيوت المارونية بسوريا رسوم تمثل العذراء حاملة الطفل الإلهي وأخرى تحمله أمام ملوك المجوس وهم يسجدون له.

والعلاقة الوثيقة بين العذراء أم الله والموارنة في لبنان تجلّت على مرّ العصور بصورة رائعة. وظهرت عناية العذراء بالموارنة في كل الأحوال وخاصة في الظروف العصيبة.